اخبار الهجرة

وفاة سائق في حادث انقلاب قطار الفسفاط بالمتلوي

شهدت مساء اليوم منطقة جبل الثالجة التابعة لمعتمدية المتلوي من ولاية قفصة حادثاً أليماً تمثّل في انقلاب قطار لنقل الفسفاط، مما أسفر عن وفاة أحد أفراد طاقم القطار وإصابة مرافقه بجروح متفاوتة الخطورة. الحادثة، التي أثارت حالة من الحزن في الجهة، جدّت أثناء رحلة القطار القادمة من الرديف والمتجهة نحو المتلوي، وكان على متنه نحو 1600 طن من الفسفاط موزّعة على 35 عربة.

ووفق ما أكده مصدر من الشركة التونسية للسكك الحديدية لإذاعة قفصة، فإن السائق المتوفى ظلّ عالقاً داخل العربة التي سقطت في الوادي إثر خروج القطار عن السكة على مستوى نفق الثالجة، في النقطة الكيلومترية رقم 10. وقد بذلت وحدات الحماية المدنية مجهودات كبيرة لإنقاذه، إلا أن محاولاتهم لم تكلل بالنجاح، ليفارق الحياة متأثراً بإصاباته.

أما السائق المرافق، فقد تم نقله بسرعة إلى المستشفى الجامعي الحسين بوزيان بقفصة، حيث تلقى الإسعافات اللازمة، وأكدت المصادر الطبية أن حالته الصحية مستقرة ولا تمثل خطراً على حياته.

وحسب المعطيات الأولية، فإن سبب الحادث يعود إلى عطب فني في قاطرة المحرك تسبب في فقدان السيطرة على القطار وانقلابه داخل النفق، ما أدى إلى سقوط عدد من العربات في الوادي المجاور. وتواصل فرق الحماية المدنية بالتعاون مع مصالح الشركة التونسية للسكك الحديدية عملية رفع العربات وتأمين الموقع تحسباً لأي مخاطر إضافية.

وقد تحولت السلطات الجهوية والأمنية على عين المكان لمعاينة الأضرار والإشراف على عمليات الإنقاذ. كما تم فتح تحقيق فني وإداريلتحديد الأسباب الدقيقة للحادث وتحديد المسؤوليات، خاصة أن مثل هذه الحوادث تتكرر بين الحين والآخر في مناطق إنتاج الفسفاط بالجنوب الغربي، مما يثير تساؤلات حول حالة البنية التحتية للسكة الحديدية وصيانة القاطرات.

الحادثة المؤلمة أعادت إلى الأذهان ملف السلامة المهنية في قطاع النقل الحديدي، حيث دعا عدد من النقابيين والناشطين إلى ضرورة تجديد الأسطول ومضاعفة عمليات المراقبة التقنية للقطارات التي تنقل مواداً حساسة مثل الفسفاط. كما عبر أهالي المتلوي عن تعاطفهم الكبير مع عائلة الضحية، مطالبين بفتح تحقيق شفاف وضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث التي تحصد أرواح العمال والمواطنين.

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، ونسأل الله الشفاء العاجل للمصاب، في انتظار نتائج التحقيق التي ستكشف تفاصيل أكثر عن هذه الحادثة المأساوية التي هزّت ولاية قفصة والجنوب الغربي.