اخبار عامة

حادث مرور مأساوي في طريق القصرين–الدغرة: رحيل شابين يهزّ الجهة

شهد طريق القصرين–الدغرة خلال الساعات الماضية حادث مرور أليم خلّف صدمة كبيرة لدى الأهالي، بعد اصطدام سيارة خفيفة بجرّار، مما أسفر عن وفاة شابين في مقتبل العمر هما نزار محمدي وإسلام جباري. وقد تركت هذه الفاجعة ألماً عميقاً في نفوس عائلتيهما وكل من عرفهما، خاصة أن الضحيتين كانا يتمتعان بسمعة طيبة وسط محيطهما الاجتماعي والمهني.

الحادث الذي جدّ في منطقة تشهد عادة حركة مرورية متوسطة، أعاد إلى الواجهة الحديث عن مخاطر الطرقات الداخلية في البلاد، خصوصاً تلك التي تمرّ عبر مناطق فلاحية وتستعملها مركبات فلاحية ثقيلة مثل الجرّارات. ورغم أن التحقيقات ما تزال متواصلة لتحديد الأسباب الدقيقة للحادث، فإنّ المعطيات الأولية تشير إلى أنّ الاصطدام كان عنيفاً بما يكفي لإنهاء حياة الشابين على عين المكان.

وتؤكد الحماية المدنية أنّ مثل هذه الحوادث تتكرر بسبب عدة عوامل، من بينها ضعف الإنارة في بعض المقاطع، وعدم وجود إشارات تنبيه كافية، إضافة إلى استعمال الجرّارات الفلاحية للطرقات العامة دون تجهيزات الحماية الضرورية مثل الأضواء الخلفية أو العواكس الضوئية التي تسمح للسائقين برؤيتها من مسافة بعيدة. كما قد يلعب عامل السرعة أو سوء تقدير المسافة دوراً في تفاقم خطورة مثل هذه الاصطدامات.

من جهتهم، عبّر أهالي القصرين والدغرة عن بالغ حزنهم لهذه الفاجعة التي سرقت شابين في ربيع العمر، حيث توافدت رسائل التعزية عبر صفحات التواصل الاجتماعي التي امتلأت بصور الراحلين ودعوات بالرحمة والمغفرة. كما دعا أبناء الجهة إلى ضرورة تعزيز إجراءات السلامة على الطرقات الريفية، وفرض رقابة أكبر على المركبات الفلاحية التي تستعمل المحاور المشتركة مع السيارات.

وتُعدّ هذه الحادثة واحدة من سلسلة حوادث مماثلة شهدتها المنطقة خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما يدفع المواطنين إلى المطالبة بتحسين البنية التحتية، وإعادة النظر في تنظيم حركة الجرّارات خاصة في الفترات الليلية أو خلال الساعات التي تشهد ضعف الرؤية. ويؤكد مختصون في السلامة المرورية أنّ تفادي مثل هذه المآسي يقتضي جهوداً مشتركة بين السائقين والسلطات المحلية لضمان شروط سير آمن.

وفي ظلّ الألم الكبير الذي خلّفه رحيل الشابين نزار وإسلام، يدعو الجميع إلى الترحّم عليهما، راجين من الله أن يتغمّدهما بواسع رحمته وأن يلهم ذويهما جميل الصبر والسلوان. فالموت المفاجئ، وخاصة في عمر الشباب، يخلّف جرحاً غائراً لا يندمل بسهولة، لكنّ الدعاء يبقى أصدق ما يمكن تقديمه لهم في هذه اللحظات الصعبة.

ويبقى الأمل قائماً في أن يكون هذا الحادث الأليم دافعاً لمراجعة إجراءات السلامة وضمان طرقات أكثر أمناً، حتى لا تتكرر مثل هذه الفواجع التي تحصد أرواح الأبرياء وتترك وراءها حزناً لا يوصف.

إنا لله وإنا إليه راجعون.