حادث مرور مروّع في بوسالم: وفاة سائق دراجة نارية على طريق البراهمي ونداءات لتوخي الحذر
شهدت منطقة البراهمي بمعتمدية بوسالم مساء اليوم حادث مرور أليم أسفر عن وفاة سائق دراجة نارية على عين المكان، في مشهد مأساوي هزّ الأهالي وخلف حالة من الحزن والأسى في الجهة. الحادث يعيد من جديد طرح مسألة السلامة المرورية على الطرقات، خصوصًا في ظلّ تزايد حوادث الدراجات النارية في تونس خلال السنوات الأخيرة.
وفق المعطيات الأولية التي أفادت بها السلطات الأمنية والحماية المدنية، فإن الحادث تمثل في اصطدام قوي بين دراجة نارية وسيارة كانت تسير في الاتجاه المعاكس على طريق البراهمي. وأكد شهود عيان أن الضحية، وهو شاب في مقتبل العمر، كان يقود دراجته بسرعة عادية قبل أن يفقد السيطرة في لحظة مفاجئة، ليصطدم بالمركبة القادمة.
وقد تحوّل أعوان الحماية المدنية ووحدات الحرس الوطني على الفور إلى مكان الحادث، حيث تمت معاينة الجثة ورفعها بعد استشارة النيابة العمومية، فيما تم فتح تحقيق رسمي لتحديد الأسباب الدقيقة التي أدت إلى وقوع الكارثة. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن سوء الرؤية مع اقتراب حلول الليل، إضافة إلى عدم توفر إنارة كافية في الطريق، قد ساهما في وقوع الحادث.
أهالي المنطقة عبّروا عن حزنهم الشديد، معتبرين أن الطريق المذكورة أصبحت تُعرف بخطورتها، إذ شهدت في السنوات الأخيرة عدّة حوادث مماثلة بسبب ضيق المسلك وكثرة المنعرجات، مطالبين السلطات المحلية بالتدخل العاجل لإصلاح البنية التحتية وتوفير الإنارة العمومية وعلامات السلامة.
في المقابل، وجّهت الإدارة الجهوية للحماية المدنية نداءً عاجلاً إلى جميع مستعملي الطريق بضرورة توخي أقصى درجات الحذر، واحترام قانون الطرقات، وتجنّب السرعة المفرطة، مع التشديد على أهمية ارتداء الخوذة الواقية بالنسبة لسائقي الدراجات النارية، باعتبارها وسيلة الحماية الأساسية التي تنقذ الأرواح في مثل هذه الحالات.
إحصائيات المرصد الوطني لسلامة المرور تشير إلى أن حوادث الدراجات النارية تمثل أكثر من 35% من مجموع الحوادث القاتلة في تونس، وغالبًا ما يكون السبب الرئيسي السرعة وعدم احترام الأولويات أو غياب التجهيزات الوقائية. كما تؤكد الأرقام أن الشباب هم الفئة الأكثر عرضة لمثل هذه الحوادث، ما يدعو إلى مزيد من الوعي المروري والتربية على السلامة منذ الصغر.
عدد من نشطاء المجتمع المدني في بوسالم دعوا عبر صفحاتهم إلى إطلاق حملات توعية محلية تستهدف أصحاب الدراجات، خاصة في الأحياء الريفية والمناطق التي تشهد كثافة في حركة المرور. كما طالبوا بتكثيف الدوريات الأمنية وتطبيق القانون بحزم للحد من التجاوزات التي أصبحت تهدد حياة المواطنين يوميًا.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم عائلته وذويه جميل الصبر والسلوان. وتبقى هذه الحادثة المؤلمة تذكيرًا قاسيًا بأن الطريق ليست مجالًا للتهور، بل مسؤولية مشتركة بين السائقين والسلطات والمجتمع ككل. فالحذر والالتزام بالقواعد قد يجنّبان الوطن مأساة جديدة في لحظة واحدة من الغفلة.