حادث مرور أليم في قبلي يودي بحياة الشاب شاكر بالمكي ويخلّف حزناً عميقاً في منطقة القطعاية
استيقظت مدينة قبلي صباح اليوم على فاجعة أليمة تمثّلت في وفاة الشاب شاكر بالمكي، أصيل منطقة القطعاية، إثر حادث مرور جدّ في الساعات الأولى من الصباح على مستوى الطريق القريبة من مبنى “الكنام”. الحادثة المؤسفة خلفت حالة من الحزن والأسى في صفوف أهالي الجهة، الذين عبّروا عن تضامنهم العميق مع عائلة الفقيد ودعوا له بالرحمة والمغفرة.
ووفق المعطيات الأوّلية، فإن الحادث وقع عندما كان الشاب يقود دراجته النارية متجهاً نحو وسط المدينة، قبل أن يفقد السيطرة عليها نتيجة انزلاق مفاجئ بالطريق. وقد تمّ إشعار وحدات الحماية المدنية التي تدخلت على الفور، إلا أن الإصابات التي تعرّض لها كانت خطيرة ولم تمهله طويلاً، حيث فارق الحياة متأثراً بها قبل وصوله إلى المستشفى الجهوي بقبلي.
النيابة العمومية أذنت بفتح تحقيق في الحادث لتحديد أسبابه بدقة، وما إذا كان السبب راجعاً إلى السرعة المفرطة أو إلى حالة الطريق. كما تمت معاينة المكان ورفع الأدلّة من قبل المصالح الأمنية المختصّة. وأكد شهود عيان أن الطريق التي شهدت الحادث تُعرف بازدحامها في ساعات الصباح المبكرة، وتفتقر إلى بعض وسائل السلامة المرورية التي من شأنها الحد من هذه الحوادث المتكررة.
أصدقاء الفقيد نعوه بكلمات مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبّروا عن حزنهم الكبير لفقدان شاب عرف بين أبناء منطقته بدماثة أخلاقه وهدوئه وحبه للحياة. كما قدّمت العديد من الصفحات المحلية، من بينها صفحة “البليدات في البال”، تعازيها الحارة إلى عائلة الفقيد، سائلة الله أن يتغمّده برحمته الواسعة وأن يرزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.
حادثة اليوم تعيد إلى الأذهان موجة الحوادث المرورية التي تشهدها البلاد في الفترة الأخيرة، خاصة في المناطق الداخلية، والتي غالباً ما يكون ضحاياها من فئة الشباب. فحسب تقارير المرصد الوطني لسلامة المرور، فإنّ تونس تسجل سنوياً آلاف الحوادث التي تتسبب في مئات الوفيات، وغالباً ما تكون السرعة، الحالة الفنية للطرقات، أو غياب الإنارة من أبرز أسبابها.
من جهتهم، دعا عدد من المواطنين والناشطين إلى ضرورة تدخّل الجهات المحلية لتحسين البنية التحتية للطريق، خاصة في النقاط السوداء المعروفة بتكرار الحوادث، إضافة إلى تكثيف حملات التوعية المرورية في صفوف الشباب لتجنب القيادة بسرعة أو في ظروف غير آمنة.
ورغم مرارة الفقد، فقد تحولت هذه الحادثة إلى رسالة إنسانية مؤثرة تُذكّر الجميع بضرورة الالتزام بقواعد السلامة المرورية واحترام الأرواح، لأنّ لحظة تهور واحدة قد تكلّف الحياة.
رحم الله الشاب شاكر بالمكي رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وجعل مثواه الجنة، وألهم عائلته وأصدقاءه الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل. تبقى ذكراه حاضرة في قلوب كل من عرفه، وتبقى الدعوة مفتوحة لأن تكون هذه الحوادث المؤلمة دافعاً لتعزيز الوعي الجماعي بأهمية الحذر على الطرقات.