حادثة مأساوية في السبيخة: طفل يصاب عن طريق الخطأ أثناء التعامل مع بندقية صيد
حادثة مؤسفة في السبيخة: إصابة طفل بطلق ناري عن طريق الخطأ تثير صدمة الأهالي
في مشهد مأساوي هزّ الرأي العام المحلي، شهدت منطقة سرديانة التابعة لمعتمدية السبيخة بولاية القيروان، مساء الأحد 26 أكتوبر 2025، حادثة مؤلمة تمثلت في إصابة طفل يبلغ من العمر 15 سنة بطلق ناري من بندقية صيد عن طريق الخطأ.
الواقعة أثارت حالة من الحزن العميق والذهول في صفوف الأهالي الذين طالبوا بتشديد الرقابة على استخدام الأسلحة داخل المناطق السكنية والريفية.
ووفقًا للمعطيات الأولية التي وردت من مصادر أمنية ومحلية، فإن الطفل كان في محيط منزله لحظة وقوع الحادثة، قبل أن يصاب بجروح خطيرة استوجبت نقله على جناح السرعة بسيارة إسعاف تابعة للحماية المدنية إلى المستشفى الجهوي بالقيروان لتلقي الإسعافات اللازمة.
وبحسب ما أكده والد الطفل، فقد تقرّر لاحقًا تحويله إلى مستشفى أريانة نظراً لخطورة حالته الصحية والحاجة إلى رعاية طبية متقدمة.
من جانبها، تولّت وحدات الحرس الوطني فتح تحقيق عاجل في الحادثة للوقوف على جميع ملابساتها. وقد تمّ إيقاف صاحب البندقية الذي يُشتبه في تسببه في الحادث، وذلك إلى حين استكمال الأبحاث تحت إشراف النيابة العمومية بالقيروان.
وأكدت مصادر أمنية أن التحقيقات ستركز على مدى احترام القوانين المتعلقة بحيازة الأسلحة واستعمالها، خاصة في المناطق التي تشهد نشاطًا كبيرًا في مجال الصيد.
الحادثة أثارت تفاعلاً واسعًا على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من المواطنين عن تعاطفهم الكبير مع عائلة الطفل، داعين له بالشفاء العاجل، ومطالبين في الوقت نفسه السلطات بسنّ إجراءات أكثر صرامة للحد من الحوادث العرضية المرتبطة بأسلحة الصيد.
كما دعا عدد من النشطاء إلى تكثيف حملات التوعية حول مخاطر اقتناء الأسلحة دون ترخيص أو تركها في متناول الأطفال والمراهقين.
ويرى مختصون في الشأن الاجتماعي أنّ مثل هذه الحوادث تذكّر بأهمية تعزيز ثقافة المسؤولية والحذر داخل المجتمع، خصوصًا في المناطق الريفية حيث تُستعمل بنادق الصيد بشكل واسع. فالقانون التونسي ينظّم بوضوح عملية امتلاك الأسلحة واستعمالها، غير أن الإهمال أو الاستهتار بالتدابير الوقائية قد يؤدي أحيانًا إلى كوارث غير متوقعة.
وأكدت جهات طبية أن حالة الطفل ما زالت حرجة، لكنها مستقرة، فيما تواصل الفرق الطبية جهودها لتأمين أفضل رعاية ممكنة له.
ويبقى الأمل معقودًا على تجاوزه مرحلة الخطر وعودته إلى عائلته سالماً بعد هذا الحادث الأليم.
هذه الحادثة المؤسفة تسلط الضوء من جديد على ضرورة التحلي بالمسؤولية في التعامل مع الأسلحة المرخّصة، والوعي بأنّ لحظة تهاون واحدة قد تتسبب في مأساة تمتد آثارها لعائلات بأكملها.
رحمة الله على كل من فقد حياته في مثل هذه الظروف، ونسأل الله الشفاء العاجل لكل المصابين.