اخبار رياضة

انقلاب حافلة بلبالة يخلف 14 وفاة و34 جريحًا ويهز الشارع الجزائري

شهدت منطقة بلبالة في الجزائر يومًا مأساويًا بعد حادث انقلاب حافلة لنقل المسافرين، وهو الحادث الذي وثّقته مقاطع فيديو تداولها مواطنون كانوا بالقرب من المكان لحظات بعد وقوع الكارثة. وقد أسفر الحادث، وفق الحصيلة النهائية، عن وفاة 14 شخصًا وإصابة 34 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، ما جعله واحدًا من أكثر الحوادث دموية خلال الفترة الأخيرة في البلاد.

وقع الحادث في طريق يشهد عادة حركة نشطة للمسافرين، حيث كانت الحافلة تقل مجموعة كبيرة من الركاب في اتجاه إحدى الولايات المجاورة. وبينما كانت الحافلة تشق طريقها، فقد السائق السيطرة لسبب ما يزال محل تحقيق، ما أدى إلى انقلابها بشكل مفاجئ وسط الطريق. وبمجرد وقوع الحادث، سادت حالة من الفوضى والهلع، فيما هرع المواطنون القريبون إلى محاولة تقديم المساعدة وانتشال الجرحى قبل وصول فرق الإسعاف.

الفيديو المتداول أظهر مشاهد صادمة للحظات الأولى بعد الانقلاب، حيث بدت الحافلة على جانبها وسط الطريق، وتحول محيطها إلى ساحة إنقاذ عشوائية، امتزج فيها صراخ الجرحى بنداءات الاستغاثة. كما ظهر عدد من المواطنين وهم يحاولون إخراج الركاب المحاصرين داخل المركبة، بينما انتشرت قطع زجاج متناثرة وأمتعة الركاب على مسافة كبيرة نتيجة قوة الانقلاب.

فرق الحماية المدنية وصلت بسرعة كبيرة إلى موقع الحادث، حيث باشرت إسعاف المصابين ونقلهم إلى المستشفيات المجاورة. وقد واجهت الفرق صعوبات في التعامل مع الوضع بسبب ارتفاع عدد المصابين وتنوع حالاتهم بين جروح خفيفة وإصابات حرجة استوجبت تدخلاً طبيًا عاجلًا. كما عملت الوحدات الأمنية على تأمين محيط المكان وتنظيم حركة المرور لتسهيل عمليات الإنقاذ.

ووفق الجهات الرسمية، لا تزال التحقيقات متواصلة لتحديد الأسباب الحقيقية وراء الحادث. وتشمل الفرضيات الأولية السرعة المفرطة، فقدان السيطرة نتيجة عطب ميكانيكي، أو عدم ملاءمة الطريق في بعض النقاط، وهي عوامل سبق أن ساهمت في حوادث مماثلة. وتؤكد السلطات أنها ستعلن نتائج التحقيق فور استكماله، مع التشديد على أهمية احترام قواعد السلامة المرورية لتفادي تكرار مثل هذه المآسي.

الحادث أعاد إلى الواجهة النقاش حول وضعية النقل البري داخل الجزائر، خاصة على الطرق التي تربط بين المدن، إذ يعاني الكثير من المسافرين من قدم بعض المركبات، ضعف الصيانة، والازدحام المتكرر، وهي عوامل قد تؤدي إلى كوارث مماثلة. كما أن ظروف الطرقات في بعض المناطق تحتاج إلى تحسينات لضمان سلامة السائقين والركاب.

على الجانب الإنساني، عمّ الحزن ربوع بلبالة وعدد من الولايات المجاورة، خصوصًا بعد الإعلان عن قائمة الضحايا. وقد تم تنظيم حملات تبرع بالدم لفائدة الجرحى، إضافة إلى تضامن واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الناس عن ألمهم العميق لما حدث، ودعوا إلى اتخاذ إجراءات صارمة لتحسين ظروف النقل وحماية الأرواح.

ختامًا، يبقى حادث انقلاب الحافلة في بلبالة مأساة ثقيلة، تركت أثرًا مؤلمًا في نفوس الجزائريين، وذكّرت بضرورة الالتزام الصارم بقواعد السلامة واليقظة المستمرة على الطرقات. نسأل الرحمة للضحايا والشفاء العاجل للمصابين، وأن تتحرك الجهات المعنية بجدية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية.