انقلاب شاحنة على سيارة عائلية يودي بحياة 4 أشخاص ويخلّف عدة إصابات
شهدت الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين تونس وبنزرت، مساء اليوم السبت، حادث مرور مروّع على مستوى مفترق أوتيك الجديدة. وقد أسفر الحادث عن وفاة أربعة أشخاص على عين المكان، إلى جانب إصابة شخصين آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، بعد أن انقلبت شاحنة ثقيلة الحجم على سيارة عائلية كانت تسير في الاتجاه المعاكس.
تفاصيل الحادث
ووفق ما أكده مصدر أمني لموقع 24h/infos، فإن الشاحنة فقدت توازنها بشكل مفاجئ عند مفترق الطريق، لترتطم بالسيارة الخفيفة قبل أن تنقلب فوقها، مما أدى إلى محاصرة الركاب داخل المركبة.
وقد تدخلت وحدات الحماية المدنية بسرعة، مدعومة بدوريات الحرس الوطني، حيث انطلقت عمليات الإنقاذ المعقدة لانتشال جثامين الضحايا والمصابين من تحت هيكل الشاحنة. وما تزال الجهود متواصلة في عين المكان لتأمين حركة المرور وإزالة آثار الحادث.
صدمة وحزن بين الأهالي
الحادثة خلفت صدمة كبيرة لدى أهالي المنطقة الذين تجمّعوا قرب المفترق، وسط حالة من الحزن والذهول، خاصة وأن الضحايا كانوا في سيارة عائلية. وتحوّل الحادث إلى حديث الرأي العام المحلي، مع دعوات متجددة إلى ضرورة تعزيز الرقابة المرورية وتشديد القوانين على مستعملي الطرقات، خصوصاً سائقي الشاحنات الثقيلة.
حوادث الطرقات في تونس: أزمة متواصلة
تُعدّ حوادث المرور من أبرز أسباب الوفاة في تونس، حيث تُسجَّل سنوياً آلاف الحوادث التي تؤدي إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة. وتعود أسباب هذه المآسي إلى جملة من العوامل، من بينها:
1. السرعة المفرطة: تُعتبر السبب الأول للحوادث، إذ يفقد السائق السيطرة على مركبته، خاصة عند المنعرجات أو المفترقات.
2. حالة الطرقات: بعض المسالك تعاني من اهتراء البنية التحتية وغياب العلامات المرورية الواضحة، ما يزيد من خطورة التنقل.
3. الإرهاق وقلة الانتباه: سائقو الشاحنات الثقيلة يقضون ساعات طويلة خلف المقود، مما يجعلهم عرضة للإرهاق وفقدان التركيز.
4. الاستهتار بالقوانين: مثل عدم احترام إشارات المرور أو القيام بالتجاوزات الخطيرة.
5. ضعف ثقافة السلامة المرورية: حيث لا يزال وعي مستعملي الطريق بضرورة احترام القواعد محدوداً مقارنة بدول أخرى.
دعوات لتعزيز السلامة المرورية
على خلفية هذه الحوادث، يجدد مختصون في السلامة الطرقية دعوتهم إلى:
تكثيف المراقبة على الشاحنات الثقيلة.
صيانة وتحسين البنية التحتية للطرقات الوطنية.
تنظيم حملات توعوية موجهة للسائقين والشباب حول مخاطر السرعة والإرهاق.
تشديد العقوبات على المخالفين لقوانين المرور، خاصة في الحالات التي تؤدي إلى حوادث قاتلة.
خاتمة
حادث أوتيك الأخير ليس إلا حلقة جديدة في سلسلة طويلة من المآسي التي تحصد أرواح التونسيين يومياً على الطرقات. وبين صدمة الأهالي وحزن العائلات المفجوعة، يظل الأمل قائماً في أن تتحرك الجهات المسؤولة بجدية أكبر للحد من نزيف الأرواح وضمان سلامة مستعملي الطريق.
🙏 رحم الله الضحايا وأسكنهم فسيح جناته، ونسأل الله الشفاء العاجل للمصابين.