حادث تدافع بمحطة المروج 1 يثير جدلًا حول سلامة النقل العمومي في تونس
شهدت محطة المترو رقم 1 بالمروج حادثًا مثيرًا للجدل، حين وجد أحد الركاب نفسه ضحية للتدافع الكبير الذي حصل عند نزول المسافرين. الحادث وقع بسبب فتح باب واحد فقط من العربة، فيما بقيت بقية الأبواب مغلقة، الأمر الذي خلق حالة من الفوضى والاكتظاظ وأدى إلى سقوط أحد المواطنين أرضًا وسط الزحام.
تفاصيل الحادث
بحسب شهادات متطابقة لعدد من الحاضرين، فإن القطار توقف بالمحطة في ساعة الذروة، وكان مكتظًا بالمسافرين الذين كانوا في طريقهم إلى العودة لمنازلهم. ولدى توقف العربة، لم يفتح سوى باب واحد فقط، ما تسبب في اندفاع الجميع نحو المخرج الضيق. هذا التدافع القوي جعل أحد الركاب يسقط أرضًا بعد أن دفعه الركاب دون قصد، ليجد نفسه محاصرًا وغير قادر على النهوض بسرعة.
تدخل عدد من المواطنين بسرعة لرفع الرجل ومساعدته على الخروج، كما تدخل أعوان الشركة للتخفيف من حدة الازدحام. ولحسن الحظ، لم تسجل إصابات خطيرة، لكن الحادث ترك أثرًا نفسيًا كبيرًا في نفوس الركاب الذين عبروا عن غضبهم واستيائهم من تكرار مثل هذه المشاهد.
غضب الركاب ودعوات للإصلاح
بعد الحادث مباشرة، تداول عدد من المواطنين مقاطع فيديو وصور على مواقع التواصل الاجتماعي، توثق حالة الفوضى داخل العربة وفي المحطة. واعتبر البعض أن الحادث كان يمكن أن يتطور إلى كارثة لو أن الضحية تعرض لإصابة بالغة أو لو سقط عدد أكبر من الركاب في نفس الوقت.
وطالب المسافرون بضرورة تحسين ظروف النقل العمومي، والتسريع في صيانة عربات المترو، وضمان فتح جميع الأبواب عند التوقف بالمحطات. كما شددوا على ضرورة وضع خطة تنظيمية أكثر فاعلية لتفادي مثل هذه الحوادث التي تهدد سلامة الركاب يوميًا.
مشاكل متكررة في النقل العمومي
حادثة المروج 1 ليست الأولى من نوعها، إذ يعرف قطاع النقل العمومي في تونس عدة صعوبات، أبرزها الاكتظاظ الكبير خاصة في ساعات الذروة، وتعطل العربات بشكل متكرر، إضافة إلى مشكلات في النظافة والأمن داخل المحطات.
ويرى عدد من الخبراء أن تحسين جودة خدمات النقل العمومي يتطلب استثمارات عاجلة في البنية التحتية وتجديد الأسطول الحالي، إلى جانب تعزيز المراقبة الدورية والصيانة المستمرة لضمان سلامة الركاب.
دعوة للتفكير في حلول جذرية
يؤكد مراقبون أن قطاع النقل العمومي يمثل شريانًا أساسيًا للحياة اليومية للتونسيين، خصوصًا للطلبة والموظفين. ولذلك فإن أي خلل في المنظومة ينعكس مباشرة على حياة آلاف المواطنين يوميًا. ومن هنا، فإن الحادث الذي جدّ بمحطة المروج 1 يجب أن يكون دافعًا جديًا للسلطات والشركة المشغلة لمراجعة سياساتها وإيجاد حلول عملية ودائمة لمشاكل الاكتظاظ والأعطاب المتكررة.
خاتمة
رغم أن حادث المروج 1 لم يخلف إصابات خطيرة، إلا أنه كشف مرة أخرى عن هشاشة وضعف منظومة النقل العمومي في تونس. وبينما يأمل المواطنون في تحسين هذه الخدمة الحيوية، يبقى السؤال مطروحًا: متى سيتم المرور من الوعود إلى التنفيذ الفعلي لإصلاح هذا القطاع الحيوي وضمان سلامة الركاب؟