اخبار المشاهير

طفلة صغيرة تتسلق عمود كهرباء في باردو

شهدت منطقة السعيدية باردو مساء أمس حادثة صادمة هزّت مشاعر الأهالي وأثارت جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد حاولت طفلة صغيرة، تبلغ من العمر حوالي 12 سنة، الصعود إلى سطح عمارة ورمي نفسها في ظروف غامضة، قبل أن يتم إنقاذها في اللحظات الأخيرة بفضل تدخل الجيران ووحدات الحماية المدنية.

تفاصيل الحادثة

وفقًا لشهود عيان، فقد لاحظ بعض سكان الحي أن الطفلة صعدت بسرعة إلى سطح العمارة وهي في حالة غير عادية، حيث بدت عليها علامات التوتر والانفعال. وبمجرد اقترابها من حافة السطح، ارتفعت أصوات الاستغاثة من السكان الذين أسرعوا لإشعار وحدات الحماية المدنية والأمن.

الواقعة أحدثت حالة من الهلع والخوف، خصوصًا أن صغر سن الطفلة جعل الكثيرين يتساءلون عن الدوافع التي دفعتها لمحاولة الانتحار، في سن يُفترض أن تكون فيه مشغولة بالدراسة واللعب مثل باقي الأطفال.

التدخل السريع أنقذ حياتها

بمجرد وصول وحدات الحماية المدنية، تم التعامل مع الوضع بحذر شديد لتفادي أي حركة مفاجئة من الطفلة قد تؤدي إلى سقوطها. وبعد محاولات لتهدئتها، نجح الأعوان في سحبها بعيدًا عن الحافة، وسط ارتياح كبير من الأهالي الذين تابعوا المشهد بقلوب مرتجفة.

عقب الحادثة، تم نقل الطفلة إلى المستشفى من أجل إخضاعها للفحوصات الطبية وضمان سلامتها الصحية، إلى جانب توفير الدعم النفسي لها، في محاولة لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء ما أقدمت عليه.

الجانب النفسي والاجتماعي في القضية

حادثة باردو فتحت من جديد باب النقاش حول الصحة النفسية للأطفال، حيث شدّد مختصون على ضرورة الانتباه إلى المؤشرات المبكرة التي قد تدل على معاناة الأطفال من ضغوطات نفسية أو مشاكل عائلية أو حتى أمراض مزمنة تجعلهم عرضة لمثل هذه التصرفات.

ويرى خبراء أن الأطفال في هذا العمر الحساس قد يفتقدون إلى مهارات التعبير عن مشاكلهم أو مشاعرهم، ما يجعل بعضهم يلجأ إلى سلوكيات خطيرة كوسيلة غير مباشرة لطلب المساعدة أو التعبير عن الألم. لذلك، فإن مراقبة الأطفال والاستماع إليهم والتقرب منهم يُعتبر من الحلول الأساسية لتفادي مثل هذه المآسي.

ردود الأفعال والدعوات للحماية

على مواقع التواصل الاجتماعي، عبّر العديد من التونسيين عن صدمتهم من الخبر، متسائلين: كيف لطفلة صغيرة أن تفكر في وضع حد لحياتها بهذه الطريقة المأساوية؟ وطالب آخرون بضرورة تعزيز دور الأخصائيين النفسيين داخل المدارس والمعاهد، إلى جانب تنظيم حملات توعية للأولياء حول طرق التعامل مع الضغوطات التي قد يعيشها أبناؤهم.

كما دعا ناشطون إلى إرساء برامج دعم للأطفال الذين يعانون من أمراض أو مشاكل اجتماعية، مشيرين إلى أن دور العائلة لا يكفي وحده، بل يجب أن يكون هناك دعم جماعي من المدرسة والمجتمع والسلطات المعنية.

الخاتمة

الحمد لله، انتهت الحادثة دون كارثة، وتم إنقاذ حياة الطفلة التي كانت على وشك رمي نفسها من سطح العمارة. ومع أن وضعها الصحي والنفسي يتطلب متابعة دقيقة، فإن الواقعة تبقى رسالة قوية إلى كل الأولياء بضرورة الانتباه أكثر لأبنائهم والاقتراب منهم ومساعدتهم على مواجهة مشاكلهم قبل أن تتفاقم.

حادثة السعيدية باردو ليست مجرد خبر عابر، بل جرس إنذار يدعونا جميعًا إلى التفكير في مستقبل أطفالنا، وضرورة العمل يدًا واحدة من أجل حمايتهم وتوفير بيئة صحية ونفسية سليمة تضمن لهم طفولة آمنة ومستقبلًا أفضل.


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *