اخبار عامة

أب يصرخ بسبب غياب الأطباء عن مستشفى القصرين لإنقاذ ابنته من لدغة عقرب

أثار مقطع فيديو صادم تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي ضجة واسعة في تونس، بعد أن ظهر فيه أحد المواطنين من ولاية القصرين وهو يروي معاناته المريرة في البحث عن طبيب لإنقاذ حياة ابنته الصغيرة التي تعرضت إلى لدغة عقرب. الحادثة أثارت موجة استياء وغضب، خاصة أنها تعكس وضعًا صحيًا هشًا في مناطق داخلية تحتاج إلى خدمات عاجلة ومتواصلة.

القصة بالتفصيل: صرخة استغاثة لم تجد من يسمعها
بحسب ما جاء في الفيديو، أوضح المواطن أنه قصد المستشفى المحلي بالقصرين في أوقات مختلفة خلال اليوم، حيث حضر في الليل، ثم عاد صباحًا، وحتى فترة القيلولة، لكنه لم يجد أي طبيب متواجد لتقديم المساعدة. وفي الفيديو، ظهر الرجل وهو في حالة غضب وحسرة قائلاً: “جيت في الليل والصباح والقايلة وما فما حد”.

وأوضح الأب أن حالة ابنته كانت تتطلب تدخلاً سريعًا نظرًا لخطورة لدغات العقارب، خاصة على الأطفال، إذ يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة في حال تأخر العلاج.

ردود فعل المواطنين وغضب على مواقع التواصل
الفيديو انتشر بسرعة على المنصات الاجتماعية، وأثار جدلاً واسعًا بين المواطنين، حيث اعتبر العديد منهم أن هذه الحادثة ليست معزولة، بل تعكس مشكلات أعمق في القطاع الصحي، خاصة في المناطق الداخلية. ووجّه البعض انتقادات حادة إلى وزارة الصحة والجهات المسؤولة، مطالبين بتوفير الإطار الطبي الضروري على مدار الساعة لضمان سلامة المواطنين.

القطاع الصحي في المناطق الداخلية تحت المجهر
تعاني عديد المستشفيات في ولايات داخلية مثل القصرين وقفصة وسيدي بوزيد من نقص حاد في الإطارات الطبية والتجهيزات، وهو ما يعرض حياة المرضى للخطر، خصوصًا في حالات الطوارئ. وتشير تقارير سابقة إلى أن العديد من المستشفيات تعاني من ضعف الموارد البشرية وغياب أطباء الاختصاص، مما يفرض ضغطًا كبيرًا على العاملين في القطاع.

دعوات للتحقيق وتحسين الخدمات
بعد انتشار الفيديو، تعالت الأصوات المطالبة بفتح تحقيق عاجل لمعرفة أسباب غياب الأطباء، ومحاسبة كل من يثبت تقصيره، مع وضع خطة عاجلة لتحسين مستوى الخدمات الصحية في المناطق الداخلية. كما دعا عدد من النشطاء إلى ضرورة توفير وحدات إسعاف متنقلة وأطباء مناوبين للتعامل مع حالات الطوارئ التي لا تحتمل التأجيل.

هذه الحادثة، رغم قسوتها، قد تكون جرس إنذار للسلطات للتحرك سريعًا قبل أن تتكرر مآسٍ مماثلة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة مخاطر لدغات العقارب والحشرات السامة خلال الصيف.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *