انزلاق رافعة يودي بحياة سائقها ويخلّف إصابات وأضرار جسيمة
في حادث مأساوي هزّ مدينة بنزرت صباح اليوم الاثنين 11 أوت 2025، شهد حي البحيرة حادثًا خطيرًا تمثّل في انزلاق رافعة كبيرة، ما أسفر عن وفاة سائقها على الفور، وإصابة شخصين آخرين بجروح طفيفة، بالإضافة إلى أضرار مادية جسيمة لحقت بعدد من السيارات.
وأفاد مصدر مسؤول من الحماية المدنية أن الحادث وقع في ساعات الصباح الأولى، حينما كان سائق الرافعة بصدد القيادة على مستوى أحد المنحدرات بحي البحيرة، قبل أن يفقد السيطرة عليها في ظروف ما تزال ملابساتها قيد التحقيق. الانزلاق المفاجئ جعل الرافعة تصطدم أولًا بشاحنة كانت متوقفة على جانب الطريق، قبل أن تنحرف وتصطدم بسيارتين كانتا تمران بالمكان، ما أدّى إلى تضررهما بشكل كبير.
المصدر نفسه أوضح أن وحدات الحماية المدنية تحرّكت بسرعة إلى موقع الحادث، حيث قامت بتأمين المنطقة ومنع مرور السيارات إلى حين رفع الرافعة وإزالة آثار الاصطدام، مع تقديم الإسعافات الأولية للمصابين ونقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأكد أن حالة المصابين مستقرة وأن إصاباتهما خفيفة، بينما تم نقل جثمان سائق الرافعة – وهو في الخمسينيات من عمره – إلى قسم الطب الشرعي لاستكمال الإجراءات القانونية.
من جهتها، فتحت السلطات الأمنية تحقيقًا عاجلًا لتحديد الأسباب الحقيقية وراء هذا الحادث الأليم. وتشير المعطيات الأولية إلى احتمال وجود عطل فني في مكابح الرافعة أو خلل في نظام القيادة، فيما لم يتم استبعاد فرضية السرعة المفرطة أو الخطأ البشري.
الحادث خلف أيضًا حالة من الهلع والصدمة بين سكان الحي والمارة الذين كانوا شهود عيان على المشهد المروّع. بعضهم وصف صوت الاصطدام بأنه كان قويًا لدرجة جعل العديد من السكان يهرعون إلى الشرفات لمعرفة ما يحدث، بينما سارع آخرون لمحاولة تقديم المساعدة للمصابين قبل وصول فرق الإنقاذ.
ويأتي هذا الحادث ليعيد إلى الأذهان خطورة الآليات الثقيلة في المناطق الحضرية وضرورة الالتزام بأقصى معايير السلامة، سواء من حيث الصيانة الدورية للمعدات أو التأكد من جاهزيتها الفنية قبل قيادتها. كما يسلط الضوء على أهمية وجود مسارات خاصة للشاحنات والرافعات بعيدًا عن المناطق السكنية لتفادي مثل هذه الكوارث.
يُذكر أن حوادث مماثلة وقعت في السنوات الماضية في بعض المدن التونسية، حيث شكّلت الرافعات والمعدات الثقيلة خطرًا على السائقين والمارة على حد سواء، ما يدفع الخبراء للمطالبة بتشديد الرقابة على هذه الآليات ووضع قوانين صارمة لضمان السلامة العامة.
وفي انتظار نتائج التحقيق الرسمي، يبقى هذا الحادث الأليم شاهدًا جديدًا على أن الإهمال في صيانة الآلات الثقيلة أو غياب شروط السلامة يمكن أن يحوّل أي يوم عادي إلى مأساة حقيقية، تترك خلفها ضحايا وصدمة في نفوس الأهالي.