حادث مرور أليم في منطقة الحوس البهالة: حالتا وفاة وتلميذان في حالة حرجة
شهدت منطقة الحوس البهالة التابعة لمعتمدية بومرداس صباح اليوم حادث مرور مأساوي خلّف صدمة كبيرة لدى الأهالي، بعد أن أسفر عن وفاة تلميذين وإصابة اثنين آخرين إصابات بليغة. وقد جدّ الحادث في ساعة مبكرة حين كان التلاميذ في طريقهم نحو مؤسستهم التربوية، قبل أن تتداخل ظروف خطيرة أدت إلى هذا الاصطدام الدامي.
تفيد المعطيات المتداولة محليًا بأن الحادث ناتج عن تصادم قوي بين مركبة خاصّة ودراجة كان يستعملها التلاميذ، ما أدى إلى تطايرهم بقوة على الطريق ووقوع إصابات مباشرة في أماكن حساسة من أجسادهم. وقد سارع المواطنون القريبون من موقع الحادث إلى تقديم المساعدة الأولية إلى حين وصول فرق الحماية المدنية التي تولت نقل المصابين على جناح السرعة إلى المستشفى الجهوي.
وتشير شهادات من عين المكان إلى أنّ مشهد الحادث كان صادمًا، خاصة وأن الضحايا كلّهم من القُصّر. وقد عمّ الحزن أرجاء المنطقة فور انتشار الخبر، إذ تجمّعت العائلات والمواطنون في محيط المكان وسط حالة من الذهول والصدمة، في وقت تعمل فيه الوحدات الأمنية على فتح تحقيق لتحديد الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا الاصطدام العنيف.
هذا الحادث يعكس مرة أخرى هشاشة ظروف السلامة المرورية في العديد من الطرقات الداخلية، خصوصًا تلك التي يسلكها التلاميذ بشكل يومي. فغياب الممرات المخصصة والدعم اللوجستي، إلى جانب تزايد سرعة بعض السائقين، يجعل هذه الفئة الأكثر عرضة للخطر. كما يبرز أهمية تكثيف التوعية حول ضرورة احترام قواعد المرور واليقظة، خاصة في فترات الذروة الصباحية التي تشهد حركة مكثفة للتلاميذ.
من جهة أخرى، يعيش أولياء الأمور حالة من الخوف المتجدد مع كل حادث مماثل، وسط دعوات متصاعدة لتحسين البنية التحتية الطرقية وتعزيز الرقابة على السائقين. فسلامة الأطفال على الطرقات أصبحت هاجسًا مشتركًا بين الأهالي والسلطات، وهو ما يستدعي وضع خطط فعّالة تشمل تحسين المسالك القريبة من المدارس، وتوفير وسائل نقل آمنة، وتكثيف الحملات التوعوية الموجهة للشباب.
وإلى حين صدور المعطيات الرسمية النهائية بشأن الحادث، يبقى الألم كبيرًا لدى عائلتي التلميذين اللذين فقدا حياتهما في لحظة، ومعه أمل متواصل في أن يتلقى المصابان الرعاية الطبية اللازمة وأن يتجاوزا مرحلة الخطر قريبًا. فقدان أطفال في عمر الزهور يظل دائمًا فاجعة تقطع القلوب وتذكّر الجميع بأهمية الالتزام الكامل بقواعد السلامة على الطريق.
رحم الله الضحايا وأسكنهم فسيح جناته، ونسأل الله الشفاء العاجل للمصابين، وأن يلهم عائلاتهم جميل الصبر والسلوان. وفي انتظار نتائج التحقيق، يبقى التضامن الشعبي أكبر رسالة إنسانية تعبّر عن وحدة المجتمع في مثل هذه المحن الأليمة.