منزل بورقيبة: وفاة خمسيني بعد سقوطه من الطابق الرابع… حادثة صادمة تهزّ الأهالي
اهتزّت مدينة منزل بورقيبة اليوم على وقع حادث مأساوي، بعد أن أقدم رجل في منتصف الخمسينيات من العمر على رمي نفسه من الطابق الرابع بمنزله، ما أودى بحياته على الفور. وسريعًا وصلت إلى الموقع وحدات الأمن، في انتظار قرار السيد وكيل الجمهورية الذي سيحدد أسباب الوفاة ويُصدر الإذن الرسمي برفع الجثة.
لحظة الفاجعة
حدث الانتحار في وقت مفاجئ، وتداول بعض سكان الحي أن الحالة كانت صادمة للغاية. وقد شهد المكان تجمع عدد من الجيران والمارة، الذين وصفوا الواقعة بأنها “صرخة ألم وحيد” تعكس أبعادًا نفسية وإنسانية كبيرة.
رغم سرعة تدخل أعوان الأمن والحماية المدنية لتأمين المكان، إلا أنّ الرجل فارق الحياة قبل وصول الإسعافات. وتم إلغاء أي إشارات مختصة على الفور في انتظار بدء التحقيق الرسمي.
فتح تحقيق قضائي لتحديد الملابسات
تعمل النيابة المختصة، بعد وصولها إلى مسرح الحادث، على تحديد ما إذا كانت الوفاة ناجمة عن قرار شخصي من الضحية أو أن هناك عوامل أخرى — نفسية أو اجتماعية أو مادية — دفعت إلى هذا الفعل.
فمن المعتاد في مثل هذه الحالات أن يُجرى فحص شامل، يشمل مقابلة أقارب الضحية، مراجعة وضعه الصحي والنفسي، والسؤال عن أي خيوط محتملة قد تكشف ما قبل الحادث.
صدمة في الحي ومخاطر الصمت الاجتماعي
لم تقتصر الفاجعة على أسرة الرجل فحسب، بل امتدت آثارها لتلامس جيران الحي وكل من عرف به. فقد عبّر كثيرون عن حزنهم العميق وتأثرهم بالحدث، وأعادوا التفكير في مشكلات العزلة والاكتئاب عند كبار السن، خصوصًا في الفترات التي قد تغيب فيها شبكة دعم اجتماعي واضحة.
وتأتي هذه الحادثة لتذكّر الجميع بأن الانتحار ليس قرارًا فرديًا فحسب، بل غالبًا انعكاس لمجمل ضغوط نفسية، اجتماعية أو اقتصادية قد لا تُرى بالعين المجردة.
دعوة لصراحة الحوار والمرافقة النفسية
في ضوء هذه الفاجعة، ناشد عدد من سكان الحي والمجتمع المدني بضرورة تعزيز ثقافة التوعية بالصحة النفسية، ودعم من يمرّون بوضعيات هشّة أو يشعرون بالعزلة.
كما دُعِي إلى وضع برامج دعم ومواكبة لكبار السن، اعتبارًا لأنهم من الفئات الأكثر عرضة للضعف النفسي إذا غاب عنهم الدعم أو الانخراط الاجتماعي.
مسؤولية المجتمع والسلطات
المسؤولية في مثل هذه الحالات لا تقع على عائلته وحدها، بل على المجتمع ككل: الجيران، الأصدقاء، المؤسسات المختصة في التضامن الاجتماعي. من المهم أن تتوفر آليات استقبال أولي، ودعم نفسي اجتماعي، وإمكانية توجيه العاملين المحتاجين إلى جهات مختصة.
كما يُفترض أن تعمل الجهات الصحية والاجتماعية على تكثيف حملات توعية حول أهمية الكشف المبكر عن حالات الاكتئاب وأعراض الانعزال، وتسهيل الوصول إلى مراكز الدعم النفسي.
في الختام
رحل هذا الرجل عن الدنيا في لحظة ألم وكبَر، وربّما دون أن يُمنح فرصة للمساعدة أو الدعم. ورغم أن التحقيق القضائي سيكشف الحقائق كاملة، تظل الفاجعة درسًا لنا جميعًا: أن الإنسان في حاجة دائمة للدعم، وأن الصمت أو الإهمال قد يودي بحياة أبرياء.
فلنكن أكثر حرصًا على من حولنا، ولنحرص على مد يد العون لمن يبدو ضعيفًا أو معزولًا. وفي داخل كل بيت، يكمن أمل يمكن أن يُنقذ روحًا قبل فوات الأوان.