حادثة غرق مركب صيد قبالة سواحل سيدي منصور تَخلف ضحايا والبحث متواصل عن مفقود ثالث
شهدت مدينة صفاقس مساء أمس حادثة أليمة إثر غرق مركب صيد ساحلي قبالة سواحل سيدي منصور، وعلى متنه ثلاثة بحّارة من أبناء مرسى السلامي – حي بورقيبة. وقد خلفت الحادثة حالة من الحزن والاستنفار بين عائلات المفقودين والبحارة في الجهة، نظرًا لخطورتها وما ترتب عنها من خسائر بشرية.
ووفق المعطيات المتوفرة، فقد تمكّنت فرق الحماية المدنية والبحارة المتطوعين من انتشال جثة أولى للبحار عبد العزيز ببوا في الساعات الأولى من الصباح، قبل أن يتم لاحقًا العثور على جثة البحار الثاني ياسين الذوادي بعد عمليات بحث مكثفة شاركت فيها وحدات متخصصة في الغوص والإنقاذ البحري. فيما لا تزال عمليات البحث متواصلة عن ثالث البحارة، وسط دعوات الأهالي وتضامن كبير عبر مختلف مناطق صفاقس.
وقد انطلقت عمليات البحث منذ لحظة الإعلام بالحادثة، حيث سارعت الوحدات البحرية إلى التوجه نحو مكان غرق المركب، مدعومة بمعدات إنقاذ وفرق خاصة بالبحث الليلي. كما تطوّعت عدة مراكب صيد من أبناء الجهة للانضمام إلى جهود البحث، في محاولة للعثور على المفقود الثالث في أقرب وقت ممكن.
وتبقى الأسباب الدقيقة لغرق المركب غير واضحة، إذ تشير بعض الفرضيات إلى إمكانية تعرضه لاضطرابات مفاجئة في البحر أو خلل تقني، فيما تؤكد مصادر محلية أن الأحوال الجوية كانت متقلبة في الفترة الأخيرة، وهو ما قد يكون ساهم في وقوع الحادث. ومن المنتظر أن يتم لاحقًا فتح تحقيق رسمي لتحديد الملابسات الدقيقة ومعرفة المسؤوليات إن وجدت.
وقد خلفت هذه الحادثة صدمة كبيرة لدى متساكني حي بورقيبة ومرسى السلامي، حيث عرف البحّارة الثلاثة بسمعتهم الطيبة ونشاطهم في مجال الصيد الساحلي. وفور انتشار الخبر، توافد عدد كبير من الأهالي إلى منزل العائلات المفجوعة، في مشهد تضامن يعكس روح الترابط داخل المجتمع الصفاقسي، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بمثل هذه المآسي البحرية التي عرفتها الجهة مرارًا.
كما دعا عدد من البحارة القدامى إلى ضرورة تعزيز إجراءات السلامة داخل البحر، وتوفير تجهيزات متطورة للمراكب، تتيح التدخل السريع في حال حدوث طارئ، إضافة إلى ضرورة متابعة نشرات الطقس البحرية بصفة دقيقة قبل الإبحار، خاصة خلال الفترات التي تشهد تقلبات مناخية.
وتواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث دون توقف، مدعومة بوسائل بحرية وجوية عند الإمكان، وسط أمل كبير لدى الأهالي والعاملين في القطاع بالعثور على البحار المفقود وإنهاء حالة الترقب التي تعيشها عائلته.
وتبقى هذه الحادثة تذكيرًا مؤلمًا بالمخاطر التي يواجهها البحارة يوميًا خلال عملهم في البحر، سواء بسبب الظروف المناخية أو بسبب عوامل أخرى مفاجئة، مما يستدعي تعزيز الوعي بسلامة الملاحة وتطوير آليات الحماية لضمان سلامة الأرواح.
رحم الله الفقيدين وأسكنهما فراديس جناته، ورزق أهلهما جميل الصبر والسلوان، ونسأل الله أن يعود المفقود الثالث سالمًا أو يتم العثور عليه في أقرب وقت ممكن، إنه سميع مجيب.