حادث خطير لحافلة ركاب ليبية بالطريق الساحلي رأس جدير يخلف وفيات وإصابات
شهد الطريق الساحلي الرابط بين تونس وليبيا على مستوى رأس جدير حادثًا خطيرًا صباح اليوم، إثر انقلاب حافلة ركاب ليبية كانت متجهة نحو الأراضي التونسية، ما أسفر عن تسجيل حالات وفاة وإصابات متفاوتة في صفوف الركاب. وقد خلّف الحادث حالة من الحزن والأسى بين العابرين والمسعفين الذين سارعوا إلى التدخل لإنقاذ المصابين ونقلهم إلى المستشفيات المجاورة.
وتشير المعطيات الأولية إلى أنّ الحافلة كانت تقل عددًا من المسافرين في اتجاه تونس، قبل أن تنحرف فجأة عن مسارها في أحد المنعرجات بالطريق الساحلي، مما أدى إلى انقلابها بشكل عنيف. ورغم عدم توفر حصيلة نهائية دقيقة إلى حدّ الآن، إلا أن المعلومات الأوّلية تفيد بوجود وفيات وعدد من الجرحى الذين وصفت إصابات بعضهم بالخطيرة.
وقد تدخلت وحدات الحماية المدنية التونسية بسرعة عالية، حيث تم توجيه عدة سيارات إسعاف إلى مكان الحادث، بالتنسيق مع الجهات الليبية لضمان التدخل في أفضل الظروف. وتم نقل المصابين على دفعات إلى أقرب المؤسسات الصحية لتلقي العناية الطبية اللازمة، فيما تم تأمين المكان وتنظيم حركة المرور لتسهيل عمليات الإنقاذ.
كما قامت الجهات الأمنية بفتح تحقيق عاجل لتحديد الأسباب المحتملة للحادث، سواء تعلّق الأمر بعامل السرعة، أو مشاكل ميكانيكية في الحافلة، أو ظروف الطريق التي تشهد في بعض الأحيان ضغطًا مروريًا كبيرًا. وقد تم الاستماع إلى عدد من شهود العيان الذين أكدوا أن الانحراف كان مفاجئًا، وأن الحافلة كانت تسير بسرعة تتطلب حذرًا أكبر في ذلك المقطع من الطريق.
وأثار الحادث موجة تعاطف واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر المواطنون عن حزنهم الشديد تجاه الضحايا، داعين بالرحمة لمن فقدوا حياتهم وبالشفاء العاجل للمصابين. كما دعا عديد النشطاء إلى تحسين إجراءات السلامة في هذا الطريق الحيوي الذي يشهد حركة مكثفة يوميًا بين البلدين.
ويعد الطريق الساحلي رأس جدير من أبرز النقاط الحدودية وأكثرها ازدحامًا، إذ يُعد ممرًا أساسيًا للمسافرين والشاحنات والحافلات القادمة من ليبيا أو المتجهة إليها. وهذا يجعل وضع معايير سلامة أعلى ضرورة ملحّة لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث التي قد تكون نتائجها مأساوية.
ويضغط كثيرون اليوم نحو تعزيز مراقبة الحافلات القادمة عبر الحدود، والتثبت من جاهزيتها الميكانيكية قبل السماح لها بمواصلة الطريق داخل الأراضي التونسية، وذلك حماية للركاب وللمستخدمين الآخرين للطريق. كما يدعو البعض إلى تحسين بنية الطريق، خاصة في النقاط التي تشهد حوادث متكررة.
وفي انتظار نتائج التحقيقات الرسمية، تتواصل جهود الإغاثة لمتابعة الوضع الصحي للمصابين والتأكد من عدم وجود ركاب عالقين داخل الحافلة أو محيطها. فيما تتابع الجهات القضائية والحدودية الملف لضمان اتخاذ كل الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة.
رحم الله الضحايا وألهم ذويهم جميل الصبر والسلوان، ونسأل الله الشفاء العاجل للمصابين، في حادثة تعيد التذكير بضرورة الالتزام بقواعد السلامة والحرص على صيانة المركبات، خصوصًا على الطرق الدولية التي تعرف حركة عالية وظروف سير معقدة.