إيداع أستاذ السجن بالمهدية على خلفية شبهة تجاوزات في حق تلميذة
شهدت ولاية المهدية خلال نهاية الأسبوع حالة من الاستنفار بعد إصدار قاضي التحقيق بطاقة إيداع بالسجن في حق أستاذ، وذلك على خلفية شبهة تجاوزات في حق تلميذة قاصر تبلغ 16 عامًا. وقد أثارت هذه القضية جدلًا واسعًا بالنظر إلى خطورتها وارتباطها بقطاع التربية الذي يفترض أن يكون بيئة آمنة للتلاميذ.
وتشير المعطيات الأولية إلى أنّ والدي التلميذة تقدّما بشكاية أكدّا فيها أنّ ابنتهما تعرّضت لتصرفات غير لائقة من طرف الأستاذ الذي يقدّم دروسًا خاصة بمنزله. وقد تم الاستماع إلى التلميذة التي قدّمت روايتها حول ما حدث أثناء توجهها إلى منزل المشتبه به للسؤال عن موعد إحدى الحصص.
وبناءً على الشكاية، أذنت النيابة العمومية بالاحتفاظ بالأستاذ مؤقتًا، قبل أن تتم مباشرة بحث تحقيقي معمّق، شمل سماع الأطراف والاطلاع على المعطيات المتوفرة. وبعد دراسة الملف، أصدر قاضي التحقيق بطاقة إيداع بالسجن في انتظار استكمال الإجراءات القانونية.
وقد تفاعل الشارع المحلي مع هذه الحادثة بشكل كبير، حيث عبّر العديد من الأولياء عن قلقهم من تكرار مثل هذه التجاوزات، وطالبوا بضرورة تنظيم الدروس الخصوصية خارج المؤسسات التربوية ووضع ضوابط واضحة لحماية التلاميذ. كما شدّد البعض على أهمية توفير الإحاطة النفسية للتلميذة وعائلتها في هذه المرحلة الدقيقة.
من جانب آخر، دعا آخرون إلى ضرورة التزام الحياد واحترام قرينة البراءة إلى حين استكمال التحقيقات والكشف عن الحقيقة كاملة، مؤكدين أنّ القضاء وحده قادر على تحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات المناسبة.
وتواصل الجهات القضائية عملها من خلال الاستماع للشهود وتقييم المعطيات الفنية المتوفرة، إلى جانب إجراء اختبارات إضافية يمكن أن تساعد في توضيح ظروف الواقعة. ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن نتائج التحقيقات في الفترة القادمة، في وقت يعيش فيه أهالي المنطقة حالة من الترقب.
وتسلّط هذه الحادثة الضوء مجددًا على ضرورة تعزيز آليات حماية القصر، خاصة في الإطارات غير الرسمية، إضافة إلى ضرورة المراقبة والمتابعة لكل الأنشطة التربوية الخاصة. كما يطالب نشطاء المجتمع المدني بإجراءات أكثر صرامة لضمان سلامة التلاميذ في مختلف الظروف.
ويظل القضاء الجهة المخوّلة لكشف ملابسات القضية واتخاذ القرارات المناسبة، فيما يأمل المواطنون أن يتم التعامل مع الملف بكل شفافية واحترام لحقوق جميع الأطراف، حفاظًا على مصلحة التلميذة وضمانًا لهيبة المؤسسة التربوية.