جريمة مأساوية تهزّ باجة… وفاة أب على يد ابنه في ظروف صادمة والتحقيقات تتواصل

اهتزّت مدينة باجة مساء اليوم على وقع جريمة مؤلمة تمثلت في وفاة أب بعد تعرضه لعدة طعنات بواسطة آلة حادة، وجهها إليه ابنه في حادثة صدمت الأهالي وأثارت موجة واسعة من الحزن والاستغراب. فقد وجد السكان أنفسهم أمام واقعة عنف أسري غير مألوفة في المنطقة، خاصة أن الضحية كان معروفًا بطباعه الهادئة وعلاقاته الطيبة مع محيطه.

ووفق المعطيات الأولية، فإن خلافًا عائليًا نشب بين الأب وابنه داخل المنزل قبل أن يتطور بشكل سريع إلى اعتداء مباشر، حيث قام الابن بتسديد مجموعة من الطعنات الخطيرة لوالده، ما أدى إلى إصابته إصابات بليغة عجلت بوفاته قبل وصول وحدات الحماية المدنية. ورغم محاولات الجيران التدخل في اللحظات الأخيرة، إلا أن الحادثة كانت سريعة ومفاجئة ولم تترك مجالًا لإنقاذ الضحية.

وقد تم إعلام السلطات الأمنية التي تحوّلت على عين المكان، وقامت بمعاينة الجثة وتأمين مسرح الجريمة في انتظار استكمال الإجراءات القانونية. كما باشرت الشرطة العدلية الأبحاث لسماع الشهود وجمع الأدلة الأولية، فيما تم نقل الجثة إلى قسم الطب الشرعي لتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة.

وتشير بعض الروايات المتداولة في المحيط القريب من العائلة إلى أن علاقة الابن بوالده كانت تشهد توترًا في الفترة الأخيرة، إلا أن أحدًا لم يتوقع أن تنتهي بهذا الشكل المأساوي. ويؤكد عدد من الجيران أن الأب كان رجلًا محترمًا وملتزمًا، وأن ما حدث شكّل صدمة حقيقية لكل من عرفه.

من جهتها، أذنت النيابة العمومية بفتح بحث قضائي شامل لمعرفة ملابسات الجريمة ودوافعها الحقيقية، خاصة أن التحقيقات الأولية لم تُحدد بعد الأسباب المباشرة التي أدت إلى هذا الاعتداء الخطير. كما تم إدراج الابن في قائمة التفتيش في انتظار إيقافه وإحالته على أنظار القضاء لمحاسبته وفق القانون.

الحادثة أعادت إلى الواجهة قضية العنف الأسري التي أصبحت تتفاقم في عدد من المناطق، ما جعل بعض المتابعين يدعون إلى ضرورة تعزيز دور الإرشاد الأسري والدعم النفسي داخل العائلات التي تشهد خلافات متكررة، تفاديًا لانزلاقها إلى أحداث دامية. كما شدّدوا على أهمية متابعة الفئات الشابة ومرافقتها نفسيًا واجتماعيًا، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي قد تكون سببًا غير مباشر في تفجر مثل هذه النزاعات.

وفي الوقت الذي تستمر فيه الأبحاث الأمنية، يعيش أهالي باجة على وقع صدمة عميقة بعد فقدان أب كان يمثل سندًا لعائلته، في حادثة لن تُمحى بسهولة من ذاكرة المنطقة. وقد عبّر عدد كبير من المواطنين عن تضامنهم مع الأسرة المكلومة، متمنين أن تسفر التحقيقات عن كشف الحقيقة كاملة وتطبيق القانون بكل صرامة.

رحم الله الضحية وأسكنه واسع جناته، وألهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.