اخبار المشاهير

رحيل الفنان الشعبي محمد بن نصر “لوصيف” وصديقه لطفي بن فرج… فاجعة تهزّ الوسط الفني والجمهور

خيم الحزن العميق على الوسط الفني التونسي إثر الإعلان عن وفاة الفنان الشعبي المعروف محمد بن نصر، الشهير باسم “لوصيف”، رفقة صديقه الخلوق لطفي بن فرج، في حادثة مؤلمة خلفت أسى كبيرًا في قلوب محبيه وأفراد عائلته وكل من عرفه. وقد انتشر خبر رحيلهما بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث امتلأت الصفحات برسائل النعي والدعاء، تعبيرًا عن حجم المكانة التي كان يحتلها الفنان الراحل على الساحة الفنية والشعبية.

الفنان محمد بن نصر يُعتبر واحدًا من أبرز الأصوات الشعبية التي صنعت لنفسها جمهورًا واسعًا بفضل حضوره المميز على الركح وأسلوبه القريب من الناس. فقد عُرف بحفاظه على التراث الشعبي الأصيل، وبأغانيه التي لامست قلوب التونسيين في الأعراس والمهرجانات والمناسبات، ما جعله يحظى بمحبة كبيرة لم تتأثر بمرور الزمن. وبوفاته، يخسر الفن الشعبي أحد الوجوه التي تركت أثرًا واضحًا في هذا اللون الموسيقي.

أما صديقه لطفي بن فرج، فقد كان معروفًا بأخلاقه الرفيعة وهدوئه وطيبة قلبه، وكان من أقرب المقربين للفنان الراحل، يرافقه في العديد من المناسبات، ويقف إلى جانبه في المحطات الفنية والإنسانية. وقد شكّل رحيلهما سويًا صدمة مضاعفة لعائلتيهما ولكل من عرفهما عن قرب.

وقد عبر العديد من الفنانين عن حزنهم الشديد، مؤكدين أن الساحة الفنية فقدت رجلًا كان يحمل روحًا صافية ومحبة للجميع، وأن رحيله يترك فراغًا كبيرًا لا يمكن تعويضه بسهولة. كما دعا آخرون إلى ضرورة تخليد ذكراه عبر المحافظة على أعماله وتوثيق مسيرته، تقديرًا لما قدمه للفن الشعبي.

وفي الوقت نفسه، عبّر كثير من المتابعين عن تضامنهم مع العائلتين، ووجّهوا رسائل تعزية صادقة، سائلين الله أن يتغمد الفقيدين بواسع رحمته وأن يرزق أهلهما جميل الصبر والسلوان. فقد شكّل هذا الرحيل المفاجئ صدمة حقيقية، خاصة أن الفنان الراحل كان لا يزال نشيطًا ومتفاعلًا مع جمهوره في الفترة الأخيرة.

وتعد مثل هذه الحوادث الأليمة تذكيرًا بقيمة الفنانين الذين يسعون لإدخال الفرح والبهجة إلى الناس، ويتركون بصمتهم عبر الفن الذي يقدمونه. فمحمد بن نصر “لوصيف” لم يكن مجرد فنان شعبي، بل كان رمزًا من رموز الفلكلور المحلي، واسمًا ارتبط بذاكرة الكثيرين ممن نشأوا على أغانيه وأسلوبه البسيط والقريب من الروح التونسية الأصيلة.

رحم الله الفقيدين وأسكنهما فراديس جنانه، وألهم عائلتيهما ومحبيهما الصبر والسلوان. وستظل ذكراهما محفورة في وجدان كل من عرفهما أو استمتع بفنهما.