اعتداء خطير داخل قسم في معهد بمكثر… أستاذ يتعرض لهجوم عنيف والتلميذ في قبضة الأمن
شهد أحد المعاهد الثانوية في منطقة مكثر من ولاية سليانة حادثة خطيرة هزّت الوسط التربوي وأثارت موجة واسعة من الاستنكار، بعد تعرّض أستاذ لاعتداء مباشر داخل القسم من قبل أحد التلاميذ. الحادثة، التي وقعت أثناء سير الدرس بشكل عادي، تحولت في لحظات إلى مشهد عنيف وسط ذهول بقية التلاميذ الذين شاهدوا ما حدث دون أن يتمكنوا من التدخل.
وتفيد المعطيات الأولية بأن التلميذ قام بتوجيه حركة “مقص” نحو أستاذه بشكل مفاجئ، وهي حركة خطرة تُستخدم للاعتداء المباشر، مما أدى إلى إسقاط الأستاذ أرضاً. ولم يتوقف التلميذ عند هذا الحد، بل استغل سقوط المربي على الأرض ليواصل الاعتداء عليه باستعمال قطعة حديدية كانت بحوزته، في تصرّف صادم وغير مسبوق داخل المؤسسات التربوية.
الأستاذ المصاب تمّ نقله على الفور إلى المستشفى المحلي بمكثر لتلقي الإسعافات الأولية، قبل تحويله لإجراء الفحوصات اللازمة للاطمئنان على حالته الصحية. ووفق الشهادات الأولية، فقد تعرّض لعدد من الإصابات التي استوجبت تدخلاً طبياً عاجلاً، وسط حالة من الهلع في صفوف زملائه والتلاميذ الذين عايشوا الحادثة.
من جهتها، سارعت الوحدات الأمنية إلى التدخل فور إعلامها بالاعتداء، حيث قامت بإيقاف التلميذ المهاجم وفتح بحث أولي لتحديد خلفيات الحادثة ودوافعها. التحقيق سيشمل محيط التلميذ، علاقته بزملائه وبإطارات المؤسسة، إضافة إلى الظروف التي سبقت لحظة الاعتداء، في محاولة لفهم ما إذا كان الهجوم مسبق الإعداد أو نتيجة انفعال لحظي.
هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة النقاش حول تزايد مظاهر العنف داخل المؤسسات التربوية، وما يواجهه المربّون يومياً من ضغوط وتحديات تحول دون أداء رسالتهم في بيئة آمنة. كما دعت العديد من الأطراف النقابية والتربوية إلى ضرورة تشديد الإجراءات الوقائية داخل المؤسسات، ووضع آليات أكثر فاعلية لحماية الإطار التربوي والتلاميذ على حد سواء.
في المقابل، ينتظر الرأي العام والوسط المدرسي صدور بيان رسمي يوضح الحالة الصحية للأستاذ وتطورات وضعه بعد تلقي العلاج، إلى جانب القرارات التي ستتخذها وزارة التربية والسلطات الجهوية تجاه هذه الواقعة التي لا يمكن المرور عليها مرور الكرام.
وقد عبر عدد من الأولياء والأساتذة عبر شبكات التواصل الاجتماعي عن استيائهم الشديد من انتشار هذه السلوكيات الخطيرة، معتبرين أن حماية المدرسة ومكوناتها أصبحت ضرورة قصوى، وأن التساهل مع أي شكل من أشكال العنف قد يشجع على تكرار مثل هذه الأحداث الصادمة.
حادثة مكثر ليست مجرد حادثة فردية، بل ناقوس خطر يُذكّر الجميع بأن دور المدرسة لن يتحقق إلا عندما يستعيد الإطار التربوي احترامه وهيبته، ويشعر كل من داخلها بأن أمنه مضمون داخل الفضاء المدرسي. وفي انتظار استكمال التحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة، تبقى الأمنية الأهم هي تعافي الأستاذ وعودته سالماً إلى مهنته ورسالة التعليم التي لطالما كانت رمزاً للقيم والاحترام.