صرخة أب يعيش التهديد والمعاناة… بين مرض الزوجة وخطر يلاحق ابنه
تعيش إحدى العائلات التونسية وضعًا اجتماعيًا وإنسانيًا دقيقًا، بعد أن وجد ربّ الأسرة نفسه في دوامة من التهديدات والضغوطات اليومية، وسط ظروف صحية صعبة طالت زوجته، إضافة إلى الإقامة في مسكن تابع للدولة لا يوفّر الاستقرار المطلوب لحياة هادئة. هذه التفاصيل المؤلمة يرويها الأب بصوتٍ مكسور، محاولًا إيصال معاناة تزداد يومًا بعد يوم، على أمل إيجاد من يسمع ويساند.
يقول الأب إن ابنه يواجه تهديدات خطيرة أثرت على حياته واستقراره، مما جعل الأسرة بأكملها تعيش حالة خوف دائم. فالخطر الذي يلاحق الابن ليس مسألة بسيطة، بل هو تهديد مباشر أربك الأسرة وأدخلها في حالة توتر مستمر. ومع كل يوم يمرّ، يتزايد القلق على مستقبل الابن وسلامته، في غياب حلول ملموسة أو حماية حقيقية.
تزامن هذا الوضع مع حادث صحي خطير أصاب الزوجة، التي تعرضت لجلطة مفاجئة بسبب الصدمة والفجعة التي عاشتها العائلة في الأيام الأخيرة، وفق رواية الزوج. فقد تدهورت حالتها بشكل سريع، ما استوجب نقلها إلى المستشفى وتوفير رعاية عاجلة. وبين خوفه على زوجته وقلقه على ابنه، يجد الأب نفسه عاجزًا أمام حجم المعاناة التي تحاصر عائلته من كل جانب.
ويضيف الأب أنه يعيش في مسكن تابع للدولة، وهو وضع مؤقت يزيد من هشاشة وضعه الاجتماعي. فالإقامة في ملك الدولة تعني عدم الاستقرار، وعدم القدرة على القيام بتغييرات في السكن أو ضمان خصوصية كاملة. ويشير إلى أن هذا الواقع يجعل خروجه أو خروج أحد أفراد أسرته، وخاصة ابنته، أمرًا يحتاج إلى مرافقته الدائمة بسبب حساسية الوضع.
وتواجه ابنته أيضًا قيودًا اجتماعية وتعليمية تتطلب من الأب أن يكون حاضرًا معها عند الخروج، سواء للدراسة أو لزيارة المؤسسات أو لقضاء شؤون يومية. هذا الأمر، وإن كان طبيعيًا في الكثير من العائلات، إلا أنه بالنسبة لهذه الأسرة يأتي تحت وطأة الخوف والتهديد، مما يجعل الحركة اليومية مشروطة بالحذر الدائم.
يحاول الأب، رغم كل شيء، أن يحافظ على تماسك أسرته وأن يوفّر لأبنائه حدًّا أدنى من الأمان النفسي. لكنه يؤكد أن الوضع أصبح يتجاوز قدرته، خاصة مع غياب دخل ثابت ووجود ظروف صحية حرجة داخل البيت، بالإضافة إلى غياب شبكة دعم قوية يمكن الاعتماد عليها في أوقات الشدة.
وتعكس هذه القصة حالة الكثير من العائلات التي تواجه تحديات يومية صعبة، تجمع بين الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والصحية في آن واحد. وهي دعوة للنظر بجدية إلى الحالات الإنسانية التي تحتاج إلى حماية اجتماعية، ومتابعة نفسية، وتدخل من الجهات المختصة لضمان سلامة الأشخاص الذين يعيشون تحت التهديد أو في ظروف غير مستقرة.
في الختام، يرفع الأب صوته بنداء إنسانيّ لا يحمل أي مطالب تعجيزية، بل فقط الحق في الشعور بالأمان، والحصول على الرعاية اللازمة لعائلته، ليتمكن من حماية أبنائه واستعادة جزء من الاستقرار الذي فقده وسط هذه الأحداث المتلاحقة.