اخبار رياضة

اعتداء خطير على تلميذ داخل حافلة 42 في منوبة يثير صدمة واسعة

في واقعة صادمة تثير القلق في منطقة منوبة، تعرّض تلميذ للاعتداء داخل الحافلة رقم 42 المتجهة نحو طبربة، وتحديدًا على مستوى منطقة السعيدة. وبحسب المعطيات المتاحة، فإن المعتدي استخدم شفرة حلاقة، ما أثار فزع التلاميذ والركاب، وأثار تساؤلات حول مستوى الأمان داخل وسائل النقل المدرسي والعامة في تونس.

وفور وقوع الحادثة، بدأ التلميذ الناجي في سرد تفاصيل ما حصل، مؤكدًا أن الاعتداء جاء بصورة خاطفة وفجائية، ولم يكن متوقعًا. وأضاف بعض الشهود أن المعتدي – لسبب غير واضح حتى الآن – ظهر وهو يحمل الشفرة وهاجم التلميذ دون سابق إنذار، ما دفع الركاب إلى التدخّل السريع. تمكّن عدد منهم من تهدئة الوضع بعد لحظات من الذعر، فيما تولّت أطراف الحافلة إبلاغ الجهات الأمنية لنقل التلميذ المصاب.

كما أكّدت بعض المصادر أن التلميذ لم يُصَب بجروح قاتلة، لكن الاعتداء ترك لديه أثرًا نفسيًا واضحًا، إذ بدا عليه الارتباك والخوف، وخاصة أنه وقع أمام زملائه. وقد تم نقله فورًا إلى أقرب مركز صحي، حيث تلقى الإسعافات الأولية، وأجريت له الفحوصات اللازمة لضمان سلامته الجسدية.

بعد الحادث، تحرّكت قوات الأمن في منوبة وفتحت تحقيقًا في الواقعة، للوقوف على ملابسات الحادث وتحديد هوية المعتدي وأسبابه. كما سعت الجهات المختصة إلى استدعاء ركاب الحافلة وشهود الواقعة لإعطائهم شهاداتهم، في خطوة تسعى إلى إعادة الاعتبار للأمن في وسائل النقل العامّ، ولا سيما تلك التي تستخدمها التلاميذ يوميًا.

من جهات مدنية وتربوية، عبّر كثيرون عن غضبهم من الحادثة، معتبرين أن مراقبة وسائل النقل المدرسي يجب أن تكون أكثر تشدّدًا، وأن سلامة التلاميذ يجب أن تكون أولوية مطلقة. ودعت بعض الأطراف إلى فرض معايير صارمة على الحافلات التي تنقل التلاميذ، مثل وجود مراقب أو مرافق داخل الحافلة، بالإضافة إلى تركيب كاميرات مراقبة لتوثيق أي أحداث مماثلة من أجل الحماية ولردع أي محاولة اعتداء.

كما شدّد مدرّسون وأولياء أمور على مسؤولية الدولة والبلديات في ضمان بيئة مدرسية آمنة لا تنتهي عند باب المدرسة، بل تمتد إلى وسائل النقل المستخدمة للوصول إلى المدرسة. وأضافوا أن وجود رقابة فعلية سيساعد على الحد من مثل هذه الحوادث ويعزز ثقة الأهالي في التنقل المدرسي.

من جانب التلميذ المعتدى عليه، فإن صدمته النفسية ربما تكون الأهم، إذ قد يحتاج إلى متابعة نفسية لاستعادة شعوره بالأمان. فالإصابة الجسدية مهما تمّ علاجها، يمكنها أن تترك ندوبًا نفسية طويلة الأمد، خصوصًا لدى الأطفال الذين لم يفهموا بعد تمامًا ما جرى لهم.

أما في المستوى القانوني، فالمعتدي قد يواجه تهم الاعتداء الجسدي، وربما التهديد أو حمل أدوات حادة دون ترخيص. كما قد تُطرح تساؤلات حول مسؤولية الشركة المشغّلة لحافلة النقل أو سلوك مراقبة الحافلات المدرسية، إن كانت تخضع لمراقبة رسمية.

وفي الختام، تبقى هذه الحادثة تذكيرًا مؤلمًا بأهمية اليقظة والتدابير الوقائية داخل وسائل النقل المدرسي والعام. فسلامة التلاميذ ليست رفاهية، وإنما حق أساسي يجب صونه من الجهات التربوية والأمنية والمجتمع بأسره. ندعو الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات فعالة لضمان أمن التلاميذ داخل الحافلات، ومنحهم الحماية التي يستحقونها وهم في طريقهم إلى المدرسة.

إنا لله وإنا إليه راجعون.