اخبار عامة

وفاة الحكم قيس الورغمي في حادث مرور أليم ببئر علي بن خليفة

خطف الموت صباح اليوم الحكم الشاب قيس الورغمي في حادث مرور مأساوي جدّ على الطريق الرابط بين قفصة وبئر علي بن خليفة، وهو نبأ أحزن العائلة الرياضية وكلّ من عرف الفقيد. وقد أكدت المعطيات الأولية أن الحادث وقع خلال تنقّل الورغمي نحو مدينة بئر علي، قبل أن تتدخل وحدات الحماية المدنية لاحقًا لتأمين المكان ونقل الجثمان.

الفقيد، وهو ابن ابنة السيدة الضاوية بنت تاج، ينتمي إلى عائلة معروفة في منطقة مركز سحنون، حيث تركت الحادثة وقعًا شديدًا على أفراد عائلته وجيرانه وأصدقائه، الذين تلقوا الخبر ببالغ الأسى والصّدمة نظرًا لكونه شابًا في مقتبل العمر، يتمتّع بسمعة طيبة ومسيرة واعدة في مجال التحكيم الرياضي.

وقد عبّر عدد من زملائه في السلك الرياضي عن حزنهم العميق لرحيله المفاجئ، مؤكدين أنه كان شابًا خلوقًا ملتزمًا، متفانيًا في عمله، ويحظى بالاحترام داخل ملاعب كرة القدم وخارجها. كما وصفه البعض بأنه كان من الحكام الذين يتمتعون بروح رياضية عالية وقدرة على إدارة المقابلات بثبات وحكمة، ما جعله يحجز لنفسه مكانة مميزة في الوسط الرياضي المحلي.

من جهتهم، تحوّل أعوان الأمن إلى مكان الحادث لفتح تحقيق يهدف إلى تحديد ظروف وملابسات ما حصل، خاصة أن الطريق المذكورة تشهد من حين لآخر حوادث مماثلة بسبب السرعة أو الإرهاق أو الوضعية الفنية لبعض المركبات. وتبقى المعاينات التقنية وتحقيقات المرور الجارية هي الكفيلة بتحديد السبب الحقيقي للحادث.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة تعيد تسليط الضوء على ملف السلامة المرورية في تونس، خاصة على الطرقات السريعة والجهوية التي تشهد كثافة في التنقل. وينبّه الخبراء باستمرار إلى ضرورة احترام قواعد القيادة الوقائية، والحرص على ضمان صيانة المركبات، وتجنب القيادة في حالات الإرهاق، لما تمثله هذه العوامل من مخاطر حقيقية على حياة السائقين ومرافقيهم.

في الجانب الإنساني، تعيش أسرة الفقيد حالة من الحزن الكبير لفقدان ابنها الذي كان يمثل مصدر فخر ومحبة للجميع. وقد توجه عدد كبير من الأهالي إلى منزل العائلة لتقديم التعازي ومساندة أفرادها في هذا الظرف العصيب، في حين عبّر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تعاطفهم الكبير مع العائلة، داعين للفقيد بالرحمة ولذويه بالصبر والسلوان.

ورغم قساوة الحادث، يبقى قيس الورغمي في ذاكرة كل من عرفه مثالًا للشاب المجتهد والطموح، الذي أحب الرياضة وأخلص لها، وظل يسعى لتطوير نفسه في مجال التحكيم حتى اللحظة الأخيرة من حياته.

نسأل الله أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة، وأن يرزق أهله وأحبابه جميل الصبر وقوة التحمل في مواجهة هذا المصاب الجلل.

إنا لله وإنا إليه راجعون.