اعتداء عنيف وسرقة ذهب مسنّة في نابل يثير غضب الأهالي ويدعو لتعزيز الأمن
في نابل، وتحديدًا في حي سيدي موسى، وقع مساء أمس حادث مؤلم أثار استنكار كثير من أبناء الجالية المحلية: تعرضت سيدة مسنّة تبلغ من العمر نحو 70 سنة لـ اعتداء عنيف وسُلبت مجوهراتها الذهبية من قبل أشخاص مجهولين. وقد عكست هذه الحادثة مدى هشاشة كبار السن في بعض الأحياء، وهي دعوة واضحة للمجتمع وللجهات الأمنية لمضاعفة الجهود لحمايتهم.
بحسب روايات الجيران، فإنّ السيدة كانت تمشي في الحي عندما اقترب منها أفراد الاعتداء، وقاموا بترهيبها وأخذ ذهبها بوحشية. ولم يكن الأمر مجرد سرقة عادية، بل تعرّضت أيضاً للعنف الجسدي، ما ترك آثاراً نفسية واضحة في نفوس من عرفوها وسمعوا بما حصل. وأُبلغ عن الحادث بسرعة إلى قوات الأمن التي تحركت فورًا إلى مكان الواقعة للتحقيق وتقديم الدعم للسيدة.
على الفور، استمعت السلطات الأمنية إلى أقوال الضحية وبعض الشهود المحليين، في محاولة لرصد من ارتكب الجريمة ومعرفة دوافعه. كما باشرت فرق الشرطة الجنائية إجراءات البحث عن الجناة، وجمعت آثارًا أولية قد تساعد في الوصول إليهم عبر كاميرات المراقبة إن وجدت، أو من خلال شهادات الحي، لتعزيز فرص العدالة.
وفي الأوساط المجتمعية، عبّر كثير من الجيران وأفراد الحي عن غضبهم وحزنهم لما وقع. لقد وصف البعض الاعتداء بأنه غير مقبول إطلاقًا، ومن شأنه أن يزرع الخوف لدى كبار السن ويجعلهم يشعرون بأنهم لا يستطيعون التنقل بحرية أو الأمان في أماكن سكناهم. كما طالبوا بضرورة تشديد التواجد الأمني في الحي، خصوصًا في الأوقات التي يكثر فيها تنقّل كبار السن، من أجل منع مثل هذه الجرائم قبل وقوعها.
كما عبّرت أسر الضحية عن صدمتها العميقة، ودعت الجهات المختصة لتسريع التحقيقات والقبض على المعتدين. ولأن السيدة المسنّة تحتاج الآن إلى دعم نفسي ومعنوي، فقد دعا بعض أهالي الحي إلى تنظيم مبادرات محلية لتقديم المساعدة، مثل توفير مرافقة لكبار السن ومراقبة أمنية تطوعية، أو حتى إنشاء لجان اجتماعية للتصدي لمثل هذه الجرائم على مستوى الحي.
من جهة أخرى، يرى خبراء العمل الاجتماعي أن هذه الحادثة تُبرز مشكلة أوسع تتعلق بحماية كبار السن في البيئات الحضرية. فهم غالبًا ما يكونون ضعفاء أمام المجرمين الذين يستهدفون منازلهم أو يتحركون في شوارعهم عندما يكونون بمفردهم. لذا، ينادي هؤلاء بضرورة تعزيز برامج الحماية المجتمعية، وإطلاق حملات توعية تشمل كبار السن حول سبل الوقاية، وكيفية طلب المساعدة عند الشعور بالخطر.
وليس الأمن وحده ما يجب أن يتحرك؛ بل على المجتمع المدني أيضًا أن يلعب دوره. إذ يمكن للمنظمات المحلية وجمعيات كبار السن العمل مع الشرطة لتطوير آليات للمساعدة الفورية، سواء عبر أرقام طوارئ خاصة أو مجموعات تطوعية في الحي تسهر على متابعة نشاطات كبار السن، خاصة أولئك الذين يعيشون بمفردهم أو في أماكن معرضة للخطر.
وفي خضم هذا الحزن، يبقى مطلب العدالة وتوفير الأمان لكبار السن هو الأولوية. يجب أن تكون هذه الحادثة دفعة قوية للسلطات كي تعزز وجودها في الأحياء السكنية، وتقوم بدورها في صون حقوق الأشخاص الأضعف، لا سيما أولئك الذين قدموا الكثير للمجتمع ويبغون أن يعيشوا سنواتهم الأخيرة بكرامة وسلام.
رحم الله السيدة المسنة وألهمها الصبر، ورزق أهلها القوة لمواصلة المطالبة بحقها، وتجعل من هذه المأساة بداية لتعزيز التضامن المجتمعي والحماية الأمنية لمن هم في أمسّ الحاجة إليها.