اخبار المشاهير

وفاة الصحفية راضية الزيادي: رحيل قامة إعلامية في تونس

خيّم الحزن اليوم على الوسط الإعلامي التونسي إثر الإعلان عن وفاة الصحفية راضية الزيادي، إحدى الوجوه المعروفة في مجال الصحافة المكتوبة والرقمية. رحلت الفقيدة يوم السبت 15 نوفمبر 2025، بعد مسيرة مهنية امتدت لسنوات داخل مؤسسات إعلامية متعدّدة، تركت خلالها بصمة واضحة وشهادة طيبة لدى كل من عمل معها أو عرفها من قريب أو بعيد.

عرفت الراحلة بتفانيها في مهنتها وحضورها الدائم في مختلف الأحداث الميدانية، حيث كانت مثالًا للصحفية المجتهدة التي تسعى لإيصال المعلومة بحياد ودقة. كما ارتبط اسمها بروح التعاون وحسن المعاملة، ما جعلها محبوبة بين زملائها وزميلاتها، الذين عبّروا عن صدمتهم وأسفهم الشديد لرحيلها المفاجئ.

عملت راضية الزيادي لسنوات في مؤسسة دار الأنوار، وهي من أبرز المؤسسات الإعلامية في تونس، كما ساهمت في عدد من المنصات والمواقع الإلكترونية، حيث تميّزت بأسلوب مهني ورصين، وبقدرة كبيرة على صياغة الأخبار والتقارير بأسلوب يجمع بين السلاسة والدقة. وقد كانت آخر سنواتها المهنية شاهدة على استمرار عطائها رغم التحديات والصعوبات التي يواجهها القطاع الإعلامي.

وفاة راضية الزيادي ليست خسارة لعائلتها فحسب، بل خسارة للساحة الإعلامية التونسية ككل، التي تفقد اليوم صوتًا مهنيًا وهدئًا، وصحفية تركت أثرًا طيبًا في كل من عرفها. وبحسب مقربين، فقد كانت الفقيدة معروفة بخُلقها الرفيع وبابتسامتها الدائمة، ما جعل خبر رحيلها مؤلمًا للجميع.

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة مع خبر الوفاة، إذ نشر العديد منهم رسائل تعزية ودعاء بالرحمة للفقيدة، مؤكدين أن مسيرتها المهنية وأسلوبها الأخلاقي سيبقَيان محفورَين في ذاكرة كل من تابع أعمالها أو تعامل معها. كما عبّر زملاؤها في القطاع عن حزنهم الشديد، واعتبر البعض أن غيابها يترك فراغًا صعبًا في المؤسسة الإعلامية التي كانت تنتمي إليها.

وتزامنًا مع هذا المصاب الأليم، توجّه العديد من الشخصيات الإعلامية بالدعاء للراحلة، سائلين الله أن يتغمّدها برحمته الواسعة وأن يرزق أهلها الصبر والسلوان. وقد استُحضرت كلمات الآية الكريمة:
“إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”، تعبيرًا عن التسليم بقضاء الله وقدره، وعن عمق التأثر بهذا الرحيل المفاجئ.

ورغم الألم، يبقى إرث الفقيدة المهني شاهدًا على مسيرتها، وعلى إخلاصها لمبادئ العمل الصحفي، الذي آمنت به كرسالة قبل أن يكون مجرد وظيفة. تركت راضية الزيادي وراءها تاريخًا من الاحترام، وتجربة إنسانية ومهنية ستكون مثالًا يُحتذى به لدى الأجيال الصاعدة في مجال الإعلام.

رحم الله الفقيدة، وأسكنها فسيح جناته، وألهم أسرتها وكل محبيها جميل الصبر والسلوان.