اخبار المشاهير

العثور على جثة شيخ بحي الزهور بالقصرين… والتحقيقات متواصلة لمعرفة الأسباب

شهد حي الزهور بالقصرين اليوم حالة استنفار بعد العثور على جثة شيخ داخل منزله، وذلك إثر تنبّه الجيران لاختفائه منذ فترة وعدم رؤيته كعادته. وقد أثارت الحادثة حالة من الحزن والتساؤلات في صفوف سكان الحي، الذين عبّروا عن صدمتهم خاصة وأن الفقيد كان معروفًا بينهم بهدوئه وأسلوبه الطيب في التعامل.

وبحسب المعطيات الأولية، فإن عدداً من الجيران لاحظوا غياب الشيخ وعدم خروجه من بيته لفترة بدت غير معتادة، ما دفعهم إلى محاولة التواصل معه دون جدوى. وبعد القلق المتزايد، تم إعلام الجهات الأمنية التي تحوّلت فورًا إلى المكان، رفقة فرق مختصة قامت بمعاينة موقع الحادث وإجراء الفحوصات الأولية اللازمة.

وأكّدت مصادر أمنية أنّ أسباب الوفاة لا تزال مجهولة في انتظار استكمال المعاينات الفنية والطبية. وتم فتح تحقيق رسمي لتحديد الملابسات الحقيقية للحادث، سواء كانت الوفاة طبيعية أو ناتجة عن ظرف صحي مفاجئ أو أي سبب آخر. وسيتم لاحقًا عرض الجثة على الطبيب الشرعي لتحديد السبب بدقّة وفق الإجراءات المعمول بها قانونيًا.

وتشهد عدة مناطق في تونس من حين لآخر حالات يتم فيها العثور على أشخاص متوفين داخل منازلهم بعد فترة من الغياب، وهو ما يدفع المختصين إلى التأكيد على أهمية الروابط الاجتماعية، خاصة مع كبار السن الذين يعيشون بمفردهم. وتوصي منظمات دولية عاملة في مجال الصحة المجتمعية بضرورة الانتباه للفئات الهشة، وتعزيز التواصل معها أو مساعدتها عند الحاجة، نظرًا لأنّ العيش بمفرده قد يجعل الشخص أكثر عرضة لأن يمرّ بظرف صحي دون مرافقة أو إسعاف عاجل.

ويشير خبراء في العمل الاجتماعي إلى أن المجتمع التونسي ما يزال يتمتع بروابط تضامن قوية، وهو ما يظهر في مثل هذه الحالات حين يتدخل الجيران بسرعة عند ملاحظة أي غياب غير عادي لشخص مسن. غير أنّهم يشدّدون على أهمية تطوير برامج دعم موجّهة لكبار السن الذين يعيشون بمفردهم، سواء عبر الزيارات الدورية أو الخدمات الصحية المنزلية.

وتأتي هذه الحادثة لتذكّر بأهمية الاهتمام بفئة كبار السن، وتوفير الرعاية اللازمة لهم، خاصة أولئك الذين لا يملكون عائلة قريبة أو يعيشون بعيدًا عن أبنائهم. كما تدعو إلى ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية ملاحظة أي تغيّر في الروتين اليومي لهم، والتبليغ السريع عند الضرورة، تفاديًا لأي وضع قد يعرّض حياتهم للخطر.

وقد عبّر عدد من سكان حي الزهور عن حزنهم لرحيل الشيخ، معتبرين أنه كان شخصًا محترمًا وله مكانته بين الجيران. ودعوا السلطات إلى الإسراع في استكمال جميع الإجراءات لمعرفة أسباب الوفاة، كما توجهوا بالدعاء له بالرحمة ولعائلته بالصبر والسلوان.

وبين انتظار نتائج التحقيق الرسمي والتقارير الطبية، يبقى الأمل قائمًا في أن تسهم مثل هذه الأحداث في رفع الوعي العام حول أهمية التكافل الاجتماعي ورعاية كبار السن، لما لذلك من دور أساسي في حماية الأرواح والمحافظة على تماسك المجتمع.