اخبار عامة

أول تصريح لريتاج بعد حادثة الاعتداء أمام معهد بوقطفة… دعوة لوقف العنف المدرسي

شهدت منطقة سيدي حسين خلال الأيام الأخيرة حالة واسعة من التفاعل، بعد انتشار مقطع مصوّر يُظهر تعرّض التلميذة ريتاج للاعتداء أمام معهد بوقطفة من قبل مجموعة من الفتيات. ورغم أن الحادثة أثارت استياء كبيرًا لدى الأهالي والتلاميذ على حدّ سواء، فإن أوّل تصريح أدلت به ريتاج ساهم في تهدئة الأجواء، وفتح الباب أمام نقاش أوسع حول ظاهرة العنف المدرسي وضرورة إيجاد حلول جذرية لها.

وقالت ريتاج في أول تعليق لها بعد الحادثة إنّ ما حصل كان صادمًا بالنسبة لها، مؤكدة أنّها لم تتوقع أن تتطور الخلافات البسيطة بين التلاميذ إلى مواجهة خارج أسوار المؤسسة التربوية. وأوضحت أنّها تتمنى ألا يتكرر هذا النوع من السلوك بين التلميذات، مشددة على أنّ المدرسة يجب أن تكون فضاءً آمنًا للجميع، وأنّ الحوار هو الحلّ الأفضل لحلّ أي خلاف.

وذكرت أيضًا أنها تلقت دعمًا كبيرًا من عائلتها والإطار التربوي وزميلاتها، وهو ما ساعدها على تجاوز الصدمة الأولية للحادثة. كما عبّرت عن شكرها لكل من ساندها عبر منصات التواصل الاجتماعي، داعية إلى عدم نشر أي محتوى يحرّض على العنف أو يشجع على ردود الفعل السلبية، لأن ذلك لا يخدم مصلحة أي طرف.

من جانبها، أكدت مصادر تربوية أن الإدارة فتحت تحقيقًا داخليًا في الواقعة، بالتنسيق مع الجهات الأمنية، بهدف تحديد المسؤوليات والتعامل مع الوضع وفق الإجراءات القانونية المعتمدة. كما شددت على أن المؤسسة ترفض قطعًا كل أشكال العنف، سواء داخل المعهد أو خارجه، وأنها ستعمل على تعزيز البرامج الموجهة للتلاميذ لتعليم مهارات التواصل والتعامل مع الخلافات.

وتطرح هذه الحادثة من جديد ملف العنف بين المراهقين، وهي ظاهرة تشهد انتشارًا ملحوظًا في عدة مؤسسات تربوية، خصوصًا في محيط المدارس حيث تغيب الرقابة أحيانًا. ويرى مختصون في علم الاجتماع أن هذه السلوكيات تتأثر بعدة عوامل، من بينها الضغوط النفسية التي يواجهها الشباب، وتأثير المحتوى الرقمي، إضافة إلى غياب مساحات آمنة للتعبير عن المشاعر أو حلّ النزاعات بطريقة بنّاءة.

كما يدعو خبراء التربية إلى ضرورة اعتماد برامج وقائية داخل المؤسسات التعليمية، تقوم على التوعية، والإرشاد النفسي، وتنمية مهارات التلميذات والتلاميذ في إدارة الغضب واحترام الآخر. ويؤكدون أن كل مؤسسة تحتاج إلى إطار تربوي مؤهّل، قادر على ملاحظة بوادر المشاكل قبل تفاقمها، والتدخل بطريقة تربوية وسريعة.

في المقابل، يطالب أولياء الأمور بتعزيز التواجد الأمني في محيط المدارس، خاصة في أوقات الدخول والخروج، باعتبارها اللحظات التي تكثر فيها الاحتكاكات. كما يشددون على دور العائلة في متابعة أبنائها، والاستماع إلى مشاكلهم، والتعرف على محيطهم، حتى لا يجدوا أنفسهم عرضة لمثل هذه الأحداث.

وتأمل ريتاج، في نهاية تصريحها، أن تكون هذه الحادثة درسًا للجميع، وأن تساهم في رفع الوعي بأهمية احترام الآخر والحفاظ على بيئة مدرسية سليمة. وأكدت أنها تتطلع للعودة إلى مقاعد الدراسة في جو طبيعي، بعيد عن التوتر والخلافات.

وتبقى هذه الواقعة تذكيرًا بضرورة العمل المشترك بين العائلات، المؤسسات التربوية، والجهات الرسمية، من أجل حماية التلاميذ وضمان سلامتهم داخل الفضاء المدرسي ومحيطه. ومع تكاثف الجهود، يمكن الحدّ من هذه الظواهر وبناء مجتمع أكثر وعيًا وتسامحًا.