وفاة الأستاذ المحامي كريم كرازنادجي
ينعي الوسط المهني في تونس والعدالة ببالغ الحزن الأستاذ المحامي لدى التعقيب بتونس، كريم كرازنادجي، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة نوبة قلبية مفاجئة أثناء مزاولته لواجبه المهني في بهو المحكمة الابتدائية بتونس
لمحة عن الوقائع
وفق ما ورد في بيان النعي الصادر عن الهيئة الوطنية للمحامين بتونس، فقد كان الزميل كرازنادجي قد أنهى للتو مرافعته في إحدى القضايا الجنائية، وهو في طريقه نحو محكمة الاستئناف للمضي قدماً في المسار القضائي، حين تعرض لسكتة قلبية أدّت إلى وفاته.
كما أفاد موقع “أنباء تونس” بأن الفقيد كان يرتدي زيّ المحاماة عندما حدثت الوفاة، وهو ما يعطي انطباعاً بالمهنية العالية التي كان يتمّتع بها حتى اللحظة الأخيرة.
تأملات في المهنة والضغط
رغم أن التفاصيل الدقيقة لحالة الفقيد الطبية غير منشورة، فإن ما حصل يسلّط الضوء على ضغط العمل المكثّف الذي يتعرّض له المحامون: الجلسات المتواترة، التحضير اليومي، مرافعات قاسية، وكلّ ذلك تحت سقف التزام صارم بمواصلة أداء الدور الدفاعي.
زميلته المحامية، السيدّة نادية الشواشي، قالت:
“ضغط، خدمة، كتابة، جلسات، حرفاء… العمر يضيع وسط كل هذا… لم تفارق الضحكة محياك يومًا رغم كل شيء.
هذه الكلمات تعبّر عن الواقع الماثل، وعن حقيقة أن ضمان الصحّة الجسدية والنفسية لا يقلّ أهمية عن أداء الواجب المهني.
أبعاد إنسانية ومهنية
– إن فقدان زميل بهذه الصورة هو فاجعة ليست فقط لعائلة المكلّف، بل للهيئة القانونية ككل، لأنّنا نخسر شخصاً عاش المهنة وتحمّل مسؤولياتها حتى النهاية.
– إن اللحظة التي حدثت فيها الوفاة تذكرنا بأهمية توفير شروط عمل أكثر ملاءمة: استراحات كافية، تقييم الضغط المهني، ووعي أكبر بالحالة الجسمانية.
– من جهة حقوقيّة، إن وقوع الحدث داخل أروقة العدالة يجعل الأمر دعوة إلى التفكير في كيف يمكن للمهنة أن تحافظ على العاملين بها، ليس فقط باعتبارهم حصانة قانونية، بل باعتبارهم بشرًا.
دعاء ورحمة
نسأل الله العلي العظيم أن يتغمّد الأستاذ الكريم برحمته الواسعة، وأن يسكنه فسيح جنّاته، وأن يلهم أسرته وذويه ورفاقه جميل الصبر والسلوان.
«إنا لله وإنا إليه راجعون»
الخاتمة
إن رحيل كريم كرازنادجي هو تذكير لنا كلّنا — محامين، وكلّ معنيّين بالعدالة — بأنّ مهنة الدفاع عن الحقوق والترافع أمام المحاكم ليست مجرد مهمة تقنية، بل هي رسالة إنسانية تتطلّب منا أيضاً عناية بأنفسنا وزملائنا. حفظ الله الجميع، وأعاننا على مواصلة المسير بمهنية وإنسانية.