حادثة احتراق حافلة نقل مدرسي في القلعة الصغرى: لطف إلهي حال دون وقوع كارثة
شهدت مدينة القلعة الصغرى التابعة لولاية سوسة صباح اليوم حادثة خطيرة تمثّلت في اندلاع النيران داخل حافلة نقل مدرسي كانت تقلّ مجموعة من التلاميذ في طريقهم إلى المدرسة، في منطقة النقر. وقد أثارت الحادثة حالة من الهلع في صفوف المواطنين وأولياء الأمور، غير أنّ العناية الإلهية حالت دون وقوع كارثة بشرية، إذ تمكّن التلاميذ من مغادرة الحافلة في الوقت المناسب دون تسجيل إصابات تُذكر.
وفقًا لشهادة النائب وجدي دغـم الذي نشر مقطع فيديو يوثق الحادثة على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد اشتعلت النيران فجأة في الجزء الخلفي من الحافلة أثناء سيرها، ما اضطرّ السائق إلى التوقف الفوري وإجلاء التلاميذ بسرعة. وأضاف أنّ التدخّل السريع للسائق وبعض المارةساهم في تجنّب الأسوأ، إذ تم إبعاد الأطفال عن موقع الخطر إلى حين وصول فرق الحماية المدنية.
وقد تحوّلت وحدات الحماية المدنية على عين المكان وتمكّنت من إخماد الحريق بالكامل، بينما فُتح تحقيق ميداني لتحديد الأسباب الحقيقية وراء اندلاع النار. وتشير المعطيات الأولية إلى أنّ خللاً كهربائيًا أو تسربًا في خزان الوقود قد يكون وراء الحادث، في انتظار نتائج التحقيق الفني.
من جهتهم، عبّر عدد من أولياء التلاميذ عن استيائهم العميق من تردي حالة بعض حافلات النقل المدرسي، معتبرين أنّها لا تتوفر فيها شروط السلامة الضرورية. وطالبوا وزارة التربية ووزارة النقل بضرورة تجديد الأسطول وإجراء عمليات تفقد دورية للحافلات لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد حياة التلاميذ.
كما أثار الحادث تفاعلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من رواد الإنترنت عن امتنانهم لسلامة التلاميذ، معتبرين ما حدث “معجزة حقيقية”، داعين في الوقت ذاته إلى تحمّل الجهات المعنية مسؤولياتها في مراقبة تجهيزات النقل المدرسي وصيانتها المنتظمة.
وفي ختام الحادثة، أكدت مصادر محلية أنّ جميع التلاميذ في صحة جيدة وقد تم نقلهم إلى مدارسهم على متن وسيلة نقل بديلة بعد تأمينهم. وأشارت إلى أنّ السلطات الجهوية بولاية سوسة بصدد إعداد تقرير شامل حول ظروف الحادث، في إطار المتابعة القانونية والإدارية اللازمة.
حادثة اليوم أعادت إلى الأذهان تساؤلات كثيرة حول مدى جاهزية وسائل النقل المدرسي في تونس ومدى احترامها لمعايير السلامة. فبين ضعف الصيانة وتهالك الأسطول، يبقى الخطر قائمًا كل يوم، ما يستدعي تحركًا عاجلاً من الدولة لتأمين أبنائها في طريق العلم.
يبقى الأهم أنّ أرواح التلاميذ نجت بأعجوبة، في حادثة كان يمكن أن تتحوّل إلى مأساة لولا سرعة التدخل وحسن التصرف. نسأل الله السلامة لأبنائنا جميعًا، وأن تكون هذه الواقعة جرس إنذار حقيقي لتحسين منظومة النقل المدرسي قبل فوات الأوان.