اخبار الهجرة

مأساة في تونس: الطفلة دنيا ضحية تهور سائق في حادث مرور مروّع

في حادثة مؤلمة هزّت الرأي العام التونسي، ترقد الطفلة الصغيرة دنيا في غيبوبة منذ مساء أمس بعد أن صدمتها سيارة من نوع “فورزا” أمام منزل عائلتها في أحد الأحياء السكنية. الحادثة المؤسفة وقعت بينما كانت دنيا تلعب كعادتها أمام بيتها بكل براءة وطمأنينة، قبل أن تتحول لحظات الفرح إلى مشهد مأساوي بسبب تهور سائق لا مسؤول اختار السرعة والاستهتار على حساب أرواح الأبرياء.

ووفق شهادات متطابقة من شهود عيان، فإن السائق الذي وُصف بأنه “شاب متهور” كان يقود سيارته بسرعة جنونية داخل الحي السكني، دون أي احترام لقواعد المرور أو وجود الأطفال في المكان. وقد فقد السيطرة على السيارة في لحظة، ليصدم الطفلة الصغيرة بقوة ويُسقطها أرضًا، ثم يلوذ بالفرار دون أن يلتفت خلفه أو يحاول إسعافها. مشهد صادم خلّف حالة من الذهول والغضب بين الأهالي الذين سارعوا إلى إسعاف الطفلة ونقلها على وجه السرعة إلى المستشفى.

وحسب مصادر طبية من المستشفى الجامعي بالعاصمة، فإن دنيا تعاني من إصابات بليغة على مستوى الرأس، وهي حاليًا في حالة حرجة وتخضع للعناية المركزة وسط متابعة دقيقة من الإطار الطبي. وقد أكد الأطباء أن وضعها الصحي لا يزال دقيقًا جدًا، فيما يعيش والدها ووالدتها حالة انهيار نفسي تام بعد أن رأيا ابنتهما بين الحياة والموت بسبب تهور لا يُغتفر.

الواقعة أثارت موجة كبيرة من الغضب والتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت صور الطفلة مصحوبة بدعوات مؤثرة للشفاء العاجل، مع مطالبات واسعة بالقبض على الجاني ومحاسبته. وقد تحولت الحادثة إلى قضية رأي عام، إذ اعتبرها المواطنون تجسيدًا صارخًا لظاهرة اللامبالاة والاستهتار في السياقة، التي باتت تحصد أرواح الأبرياء يوميًا.

من جهتها، فتحت الوحدات الأمنية تحقيقًا عاجلًا في الحادثة، وتم تفعيل عمليات البحث لتحديد هوية السائق الفار. وقد أكد مصدر أمني أن التحريات الأولية انطلقت بالاعتماد على تسجيلات كاميرات المراقبة المثبتة في محيط المكان، ومن المتوقع تحديد السيارة وسائقها في الساعات القادمة.

الحادثة المؤسفة تعيد إلى الواجهة ملف السلامة المرورية في تونس، حيث تتكرر المآسي الناجمة عن التهور والسرعة المفرطة داخل المناطق السكنية. وبرغم الحملات التوعوية المتكررة، إلا أن بعض السائقين ما زالوا يتعاملون مع الطرقات وكأنها مضمار سباق، في غياب تام للوعي والانضباط.

الطفلة دنيا، التي كانت تلعب بأمان أمام منزلها، أصبحت اليوم رمزًا جديدًا لضحايا الإهمال واللامبالاة، وقصتها تذكرنا بأن كل دقيقة من التهور قد تودي بحياة إنسان بريء. فالمسؤولية لا تقع فقط على الجاني، بل على كل من يتساهل مع مثل هذه الجرائم ويغض الطرف عنها.

💬 كل القلوب اليوم مع دنيا، نرفع الأكف بالدعاء لها بالشفاء العاجل، ونتمنى أن يتحقق العدل قريبًا بمحاسبة الجاني حتى يكون عبرة لكل من يستهين بأرواح الناس.