اخبار عامة

بنزرت: العثور على خمس جثث مشوهة على شواطئ الجهة يثير الرعب والتساؤلات

في حادثة مروّعة هزّت الرأي العام في ولاية بنزرت، شهدت السواحل الغربية للجهة صباح اليوم الأحد مشاهد صادمة بعد أن لفظت الأمواج خمس جثث آدمية مشوهة ومجهولة الهوية. وقد تم العثور على الجثث في مناطق مختلفة تابعة لمعتمدية بنزرت الجنوبية، وسط حالة من الذهول والخوف في صفوف الأهالي والمتساكنين.

وبحسب المعطيات الأولية، تم العثور أولاً على جثة مشوهة يُرجّح أنها تعود لامرأة، كانت الأمواج قد قذفت بها نحو شاطئ الذروة بهنشير الحويشات التابعة لعمادة تسكراية. وفور الإشعار، تحولت وحدات الحماية المدنية والحرس البحري على عين المكان، حيث تمت معاينة الجثة ورفعها بعد استشارة النيابة العمومية.

وفي وقت لاحق من نفس اليوم، تم العثور على ثلاث جثث أخرى في شاطئ المرسى الطويلة بهنشير حمّادة التابع لعمادة هيشر، وقد كانت في حالة متقدمة من التحلل والتشوه، مما صعّب مهمة تحديد معالمها الأولية أو معرفة جنسها بدقة. وبعد ساعات قليلة، تم تسجيل العثور على جثة خامسة بالقرب من شاطئ سيدي البشير التابع لعمادة مرنيصة، وهي الأخرى في حالة سيئة جدًا، ما يرجح فرضية بقائها فترة طويلة في عرض البحر قبل أن تجرفها الأمواج نحو الساحل.

وقد تم نقل جميع الجثث إلى قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي الحبيب بوقطفة ببنزرت للتشريح، وذلك بهدف تحديد أسباب الوفاة والتعرف على هويات الضحايا. ووفق ما أكده مصدر أمني، فإن التحقيقات ما تزال متواصلة بإشراف النيابة العمومية لمعرفة ما إذا كانت الحادثة تتعلق بعمليات هجرة غير نظامية أو بحادث عرضي في البحر، خصوصًا وأن السواحل الشمالية للبلاد شهدت خلال الأسابيع الأخيرة تقلبات جوية وأمواجًا عاتية تسببت في غرق عدد من القوارب.

من جهتهم، عبّر متساكنو الجهة عن صدمتهم من المشهد المريع الذي خلفته الحادثة، داعين إلى تكثيف المراقبة البحرية والتعاون بين الأجهزة الأمنية والبحرية للحد من حوادث الغرق والهجرة السرية التي تودي بحياة المئات من الشباب سنويًا. كما طالب عدد من النشطاء بضرورة تعزيز عمليات البحث في البحر للتأكد من عدم وجود مزيد من الجثث، خاصة بعد أن رجّحت بعض المصادر أن القتلى قد يكونون من مجموعة واحدة غرقت في عرض البحر منذ أيام.

في المقابل، لم تصدر السلطات الرسمية إلى حد الساعة بيانًا نهائيًا حول ملابسات الحادثة أو هوية الضحايا، في انتظار نتائج التشريح والتقارير الطبية والأمنية التي ستحدد الأسباب الدقيقة للوفاة.

هذه الحادثة المؤلمة تسلّط الضوء مجددًا على مأساة البحر الأبيض المتوسط، الذي تحوّل إلى مقبرة مفتوحة لمئات المهاجرين الذين يغامرون بحياتهم بحثًا عن الأمان أو مستقبل أفضل. ورغم الجهود التي تبذلها السلطات التونسية والمنظمات الإنسانية، إلا أن ظاهرة الهجرة غير النظامية ما تزال تحصد أرواح الأبرياء وتخلّف مآسي إنسانية موجعة.