بنزرت تودّع شقيقين توأم في حادث مرور مأساوي: فاجعة تهزّ منطقة الجواودة
خيم الحزن والأسى على ولاية بنزرت بعد فاجعة أليمة تمثلت في وفاة شقيقين توأم في مقتبل العمر، يُدعيان رفيق وتوفيق، إثر حادث مرور مروّع جدّ مساء أمس في منطقة الجواودة. الحادث ترك صدمة كبيرة بين الأهالي وأقارب الضحيتين، لما يحمله من مشاعر الحزن المزدوج لفقدان أخوين جمعهما القدر في الحياة والموت.
وحسب المعطيات الأولية، فإن الشقيقين، البالغين من العمر 34 سنة، كانا قد خرجا في حدود الساعة السادسة مساءً على دراجة نارية في جولة عادية كعادتهما. لكن الرحلة لم تكتمل، حيث فقدا السيطرة على الدراجة أثناء سيرهما بسرعة على الطريق الرابطة بين الجواودة وبنزرت، ما أدى إلى اصطدامهما بحافة الطريق وسقوطهما بشكل عنيف.
شهود عيان أكدوا أن الحادث كان مفاجئًا وصادمًا، حيث تم إعلام وحدات الحماية المدنية التي هرعت إلى مكان الحادث في محاولة لإنقاذهما، غير أن الموت كان أسرع، إذ تم العثور عليهما متوفيين على عين المكان. وتم نقل الجثتين إلى المستشفى الجهوي ببنزرت لعرضهما على الطبيب الشرعي، فيما فتحت النيابة العمومية تحقيقًا لتحديد الأسباب الدقيقة للحادث.
أهالي المنطقة عبّروا عن حزن عميق لفقدان التوأمين اللذين كانا معروفين بحسن أخلاقهما وروح الدعابة التي جمعتهما منذ الصغر. وقال أحد جيرانهما: “رفيق وتوفيق ما يفترقوش أبدًا، ديما مع بعضهم في كل مكان… وحتى في الموت مشاوا مع بعضهم.”، في كلمات تختصر عمق الصدمة الإنسانية التي خلّفها رحيلهما.
من جانبها، دعت السلطات المحلية جميع مستعملي الطريق إلى توخي الحذر واحترام السرعة القانونية، خاصة بالنسبة لسائقي الدراجات النارية، التي أصبحت تشكّل نسبة كبيرة من الحوادث القاتلة في تونس. وأكدت أن السلامة المرورية مسؤولية جماعية تتطلب وعيًا متزايدًا وصرامة في تطبيق القوانين.
إحصائيات المرصد الوطني لسلامة المرور تشير إلى ارتفاع عدد الحوادث المرتبطة بالدراجات النارية بنسبة مقلقة خلال السنوات الأخيرة، حيث تمثل ما يقارب ثلث الحوادث القاتلة على المستوى الوطني. ويُرجع الخبراء ذلك إلى غياب الخوذة الواقية والسرعة المفرطة وسوء حالة الطرقات في بعض المناطق.
جمعيات المجتمع المدني ببنزرت نعت الفقيدين في بيانات نشرتها عبر صفحاتها الرسمية، معتبرة أن هذه الحادثة المأساوية “ناقوس خطر جديد يدعو إلى تكثيف حملات التوعية حول مخاطر السياقة غير الحذرة، خاصة في أوساط الشباب”.
وتحولت جنازة الشقيقين اليوم إلى مشهد مهيب مؤثر، حيث شيّعهما عدد كبير من أهالي الجهة وأصدقائهما في أجواء من الحزن والدعاء، وسط دموع وصدمة لا توصف. كلمات الرثاء كانت ترددها الألسن في كل مكان: “الله يرحمهم، جمعهم في الدنيا وفالجنة إن شاء الله.”
رحم الله رفيق وتوفيق، وأسكنهما فسيح جناته، وألهم ذويهما جميل الصبر والسلوان. فالفقد مؤلم، لكن عزاء الناس أن الشقيقين بقيا معًا حتى آخر لحظة، تاركين خلفهما ذكرى طيبة وحبًّا صادقًا في قلوب كل من عرفهما.