نجاة جماعية لأحباء النادي الإفريقي بعد احتراق حافلتهم في طريقها إلى رادس: “الحمد لله على السلامة”
عاشت جماهير النادي الإفريقي صباح اليوم لحظات من الرعب على طريق ڤابس – رادس، بعد أن تعرّضت حافلة تقلّ مجموعة من أحباء الفريق إلى حادثة احتراق مفاجئة أثناء رحلتهم إلى العاصمة لحضور المباراة المنتظرة في ملعب رادس. ورغم ضخامة الحادث، فقد أكدت مصادر رسمية أنّه لم تُسجّل أي إصابات بشرية، في حين اقتصرت الأضرار على الخسائر المادية.
وفق المعطيات الأولية، كانت الحافلة تسير على الطريق السريعة المؤدية إلى العاصمة عندما لاحظ السائق خروج دخان كثيف من الجهة الخلفية. وعلى الفور، توقّف على جانب الطريق وقام بإجلاء الركاب بسرعة كبيرة، في مشهد من الهدوء والانضباط الذي ساعد على تفادي كارثة محققة. وبعد دقائق، اشتعلت النيران بالكامل في الحافلة وسط ذهول المسافرين.
وقد تدخلت فرق الحماية المدنية بڤابس على وجه السرعة، وتمكنت من السيطرة على الحريق وإخماده قبل أن يمتد إلى السيارات المجاورة. ووفقًا لتصريحات مسؤولي الحماية، فإن سبب الحريق يرجح أن يكون عطبًا ميكانيكيًا أو تماسًا كهربائيًا، في انتظار صدور نتائج التحقيق الفني.
الحادثة، رغم خطورتها، انتهت بلطف إلهي دون أي ضرر بشري، ما دفع جماهير النادي الإفريقي والمتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى التعبير عن امتنانهم الكبير لسلامة الركاب، حيث عجّت الصفحات والمنصات بعبارات “الحمد لله على السلامة” و“ربي لطف وستر”.
عدد من الناجين من الحادث أكدوا أن تعاون الجميع والتصرف السريع للسائق كانا العاملين الأساسيين في تجنب المأساة، خاصة وأن الحريق اندلع في وقت كانت فيه الحافلة تسير بسرعة عالية على الطريق السريعة. أحد الأحباء قال: “ما حسّيناش بوقت، الدخان طلع فجأة، وربي كتب السلامة… الحمد لله ما صارش ضرر.”
من جهته، أصدر النادي الإفريقي بيانًا عبّر فيه عن ارتياحه الكبير لسلامة أحبائه، مؤكدًا تضامنه الكامل معهم وشكره لكل من تدخل وساعد في إخماد الحريق وتأمين الركاب. كما دعا النادي إلى احترام شروط السلامة في التنقلات الجماهيرية، خاصة في ظلّ العدد الكبير من المحبين الذين يسافرون لمساندة فريقهم في كل المدن.
السلطات المحلية بڤابس بدورها عبّرت عن تقديرها لتصرف السائق، واعتبرت أن ما قام به أنقذ أرواحًا عديدة، مشددة على ضرورة إخضاع جميع وسائل النقل الجماعي للفحص الفني الدوري لتفادي مثل هذه الحوادث.
هذه الحادثة تعيد إلى الأذهان أهمية السلامة الطرقية والرقابة على الحافلات الخاصة بالمجموعات الرياضية، خصوصًا في ظلّ الإقبال الكبير على التنقلات الجماهيرية خلال مباريات البطولة الوطنية. وتبقى العبرة الأهم أن الوعي والتصرف السريع يمكن أن يحولا دون خسائر مأساوية.
وفي نهاية المطاف، تنفّس أحباء النادي الإفريقي الصعداء بعد هذه التجربة الصعبة، متفقين على أن “الماديات تُعوّض، لكن الأرواح لا تُعوّض”. فاللطف الإلهي وحده جنّب تونس مأساة جديدة، لتبقى العبارة الأصدق التي جمعت الجميع: “الحمد لله على السلامة، وربي يديم الستر.”