اخبار رياضة

طالبة تتعرض للاعتداء من قبل راكب تاكسي أثناء انتظارها السيارة: تفاصيل الحادثة وردود الفعل

شهد أحد الأحياء التونسية حادثة أثارت استياءً واسعًا، بعد أن تعرضت طالبة جامعية لاعتداء جسدي من قبل أحد المواطنين أثناء انتظارها سيارة أجرة (تاكسي)، في مشهد أثار موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، ودفع السلطات الأمنية إلى فتح تحقيق عاجل في الواقعة.

وحسب شهود عيان، كانت الطالبة تقف في محطة انتظار التاكسي في طريقها إلى الجامعة صباحًا، حين اقترب منها رجل كان يهمّ أيضًا بركوب تاكسي. ودار بينهما خلاف بسيط حول أولوية الركوب، سرعان ما تطوّر إلى مشادة كلامية انتهت باعتداء جسدي من قبل الرجل، قبل أن يتدخل المارة لفضّ النزاع وحماية الفتاة.

الطالبة التي تعيش صدمة نفسية عقب الحادثة، نقلت إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة بعد تعرضها لكدمات خفيفة. وأكد مصدر طبي أن حالتها مستقرة، لكنها تعاني من حالة توتر وارتباك نتيجة ما حصل، خاصة وأن الحادث وقع في وضح النهار وأمام المارة.

السلطات الأمنية تحركت بسرعة، إذ تم فتح محضر تحقيق رسمي والاستماع إلى شهادة الفتاة وعدد من الشهود. وأكد مصدر أمني أن المشتبه به تم التعرف عليه بناءً على أوصاف دقيقة أدلى بها المواطنون، وتمت إحالته على العدالة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه.

هذه الحادثة أثارت نقاشًا واسعًا حول ظاهرة العنف في الفضاء العام، خاصة ضد النساء، حيث عبر العديد من التونسيين عن استيائهم من تكرار مثل هذه التصرفات التي تهدد الإحساس بالأمان في الشوارع والأماكن العامة. وطالب ناشطون بضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية احترام الغير وضبط السلوك في الفضاء المشترك، مؤكدين أن الخلاف لا يبرر بأي حال من الأحوال اللجوء إلى العنف.

من جانبها، دعت جمعيات المجتمع المدني المعنية بحقوق المرأة والطلاب إلى تشديد العقوبات على كل من يعتدي على النساء أو الطلبة في الأماكن العامة، وإلى تفعيل كاميرات المراقبة في المحطات الحساسة لضمان سلامة المواطنين. كما شددت على ضرورة أن يتحمل الجميع، سواء أفرادًا أو مؤسسات، مسؤوليتهم في مواجهة هذه الظواهر.

ويرى مختصون في علم الاجتماع أن هذه الحوادث، رغم ندرتها، تكشف عن توتر اجتماعي متصاعد قد ينتج عن ضغوط اقتصادية أو نفسية يعيشها الأفراد، ما يستدعي التركيز على التربية المدنية والوعي السلوكي. وأكدوا أن احترام الفضاء العام يبدأ من البيت والمدرسة، وأن الحوار هو البديل الحضاري لكل أشكال العنف.

الطالبة، التي تواصل علاجها ودعمها النفسي، عبّرت عن شكرها لكل من ساندها بعد الحادث، وقالت في تصريح مقتضب: “ما كنتش نتصور نعيش موقف كيما هذا، لكن الحمد لله فما ناس وقفت معايا وساندتني”.

وفي الختام، تبقى هذه الحادثة تذكيرًا بأهمية احترام القانون وحماية كرامة الإنسان في كل الفضاءات، فالعنف لا يولّد إلا مزيدًا من الخوف والانقسام، بينما الحوار والوعي أساس مجتمع آمن ومتوازن.