حادثة غريبة بالهوارية: حرق العلم التونسي داخل مدرسة ابتدائية واستبداله بلافتة دينية
شهدت مدينة الهوارية بولاية نابل حادثة غير مسبوقة أثارت استنكارًا واسعًا في الأوساط التربوية والشعبية، بعد أن تمّ حرق العلم التونسي داخل إحدى المدارس الابتدائية واستبداله بلافتة تحمل عبارة دينية تمسّ من رمزية العلم الوطني. وقد تحرّكت الوحدات الأمنية على الفور، وتمكنت من إيقاف جميع العناصر المتورطة في الحادثة، في انتظار استكمال الأبحاث وإحالتهم على الجهات القضائية المختصة.
ووفقًا للمعطيات الأولية، تم اكتشاف الحادث صباح اليوم من قبل الإطار التربوي عند دخولهم إلى ساحة المدرسة، حيث تفاجؤوا بغياب العلم الوطني الذي يُرفع يوميًا في تحية الصباح، ليجدوا مكانه لافتة مكتوب عليها عبارة تعتبر مسيئة للرمز الوطني. وعلى الفور تم إعلام السلطات الأمنية والتربوية، التي سارعت إلى فتح تحقيق عاجل في ملابسات الحادثة وتحديد هوية من يقف وراءها.
وزارة التربية عبّرت في بيان رسمي عن استنكارها الشديد لما حدث، معتبرة أن العلم التونسي رمز للسيادة الوطنية ووحدة الشعب، ولا يمكن المساس به تحت أي ذريعة. وأكدت أن ما وقع «تصرف فردي معزول لا يمتّ بصلة إلى قيم المدرسة العمومية التي تزرع في التلاميذ حب الوطن واحترام رموزه». كما أعلنت الوزارة عن إجراءات تأديبية صارمة في حال ثبوت تورّط أي طرف تابع للمؤسسة التربوية.
من جانبها، أكدت السلطات الأمنية بولاية نابل أن التحقيقات كشفت عن تورط عدد من الأشخاص من خارج الإطار التربوي، حيث تمّ التعرف عليهم وإيقافهم في وقت وجيز، مشيرة إلى أن الدوافع الأولية تبدو مرتبطة بأفكار متشددة لا تمثل بأي حال من الأحوال المجتمع التونسي المعروف باعتداله ووسطيته.
الشارع التونسي تفاعل بقوة مع الحادثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد كبير من المواطنين عن غضبهم واستيائهم من المساس بالعلم الوطني، مؤكدين أن هذا الرمز يجمع كل التونسيين مهما اختلفت آراؤهم، وأن احترامه واجب وطني لا يقبل النقاش. في المقابل، دعا آخرون إلى التريث في إصدار الأحكام وانتظار نتائج التحقيق الرسمي لتوضيح كل الملابسات.
الخبراء في علم الاجتماع يرون أن مثل هذه الحوادث، رغم ندرتها، تعكس الحاجة المتزايدة إلى تعزيز التربية على المواطنة داخل المدارس، وترسيخ مفهوم الانتماء الوطني لدى الناشئة. كما شدّدوا على ضرورة التصدي للأفكار المتطرفة التي قد تستغل الأطفال أو المؤسسات التعليمية للتعبير عن مواقف مخالفة لقيم الجمهورية التونسية.
وفي ختام هذه الواقعة، يبقى العلم التونسي رمزًا للوحدة والكرامة الوطنية، يمثل جميع أبناء الوطن دون استثناء. وتذكّر هذه الحادثة بضرورة حماية المؤسسات التعليمية من أي محاولة للمساس بقيمها أو استغلالها لأغراض فكرية أو أيديولوجية. فالوطن فوق الجميع، واحترام رموزه هو احترام لذواتنا ولتاريخنا المشترك.