حادثة مؤسفة في معهد السيجومي: تلميذ يتعرض لإصابة خطيرة بعد خلاف مع زميله
شهد معهد السيجومي صباح اليوم حادثة مؤسفة هزّت الوسط التربوي، إثر تعرّض تلميذ بالسنة الثالثة شعبة إعلامية لإصابة خطيرة داخل ساحة المعهد، بعد خلاف حاد مع أحد زملائه. وقد سارعت إدارة المؤسسة إلى التدخل وطلبت الإسعاف فورًا، ليتم نقل المصاب إلى قسم الإنعاش في المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، فيما تم فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادثة وأسبابها.
وبحسب المعلومات الأولية، فإن الخلاف بين التلميذين كان بسيطًا في بدايته، لكنه سرعان ما تطوّر بسبب انفعال أحدهما، الذي استعمل أداة حادة كانت بحوزته، مما تسبب في إصابة زميله بثلاث طعنات سطحية على مستوى الجسد. ورغم خطورة الحادثة، أكدت مصادر طبية أن حالة المصاب مستقرة حاليًا، وأنه يخضع للمراقبة الدقيقة من قبل الطاقم الطبي.
السلطات الأمنية تحوّلت إلى عين المكان فور وقوع الحادثة، وقامت بإيقاف التلميذ المعتدي للتحقيق معه بإذن من النيابة العمومية، في حين فتحت وزارة التربية تحقيقًا إداريًا عاجلًا لتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات المناسبة.
هذه الحادثة أثارت موجة من القلق والاستياء بين التلاميذ والأولياء، الذين عبّروا عن صدمتهم من تكرار مظاهر العنف داخل المؤسسات التعليمية. وطالب عدد من أولياء الأمور بضرورة تعزيز الرقابة داخل المعاهد، وتكثيف الحملات التوعوية الموجّهة للمراهقين حول كيفية حلّ الخلافات بطريقة سلمية بعيدًا عن العنف.
من جهتها، أصدرت وزارة التربية بيانًا أكدت فيه أنّها «تدين بشدّة كل أشكال العنف داخل الوسط المدرسي»، مشيرة إلى أنها ستتخذ إجراءات تربوية وتأديبية صارمة ضد كل من يثبت تورّطه في مثل هذه السلوكيات، مع التأكيد على مواصلة العمل المشترك مع وزارة الداخلية وجمعيات المجتمع المدني لترسيخ ثقافة الحوار والاحترام المتبادل بين التلاميذ.
الخبراء في علم الاجتماع يرون أنّ تصاعد العنف في بعض المؤسسات التعليمية يعكس تحديات متعدّدة، منها ضعف التواصل الأسري، وضغط الحياة اليومية، وتأثر الشباب بمحتوى العنف المنتشر عبر الإنترنت. لذلك يدعون إلى مقاربة شاملة تشمل التوعية النفسية والدعم الاجتماعي، إلى جانب تطوير دور الأخصائيين الاجتماعيين داخل المدارس والمعاهد.
وفي ختام هذه الحادثة المؤلمة، يبقى الأمل في أن تكون هذه التجربة درسًا للجميع حول أهمية الوعي والهدوء في التعامل مع الخلافات اليومية، خاصة في الوسط المدرسي الذي يجب أن يظلّ فضاءً للتعلّم والاحترام المتبادل. فالعنف لا يولّد سوى الألم، والحوار وحده هو الطريق نحو بناء جيل متوازن يسهم في مستقبل أفضل لتونس.