اخبار عامة

حادثة غريبة في سوسة: امرأة متهمة باستخدام صورة من “فيسبوك” في عمل سحر مدفون بمقبرة

أثارت مدينة سوسة خلال الساعات الماضية حالة من الجدل الواسع بعد تداول خبر مفاده قيام امرأة بأعمال سحر داخل إحدى المقابر، حيث زُعم أنها استخدمت صورًا لأشخاص من موقع فيسبوك، ودفنتها ضمن طقوس غريبة يُعتقد أنها مرتبطة بالشعوذة. وقد لقيت الحادثة تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط موجة من الاستنكار والدعوات إلى التصدّي لمثل هذه الممارسات التي تتنافى مع القيم الدينية والاجتماعية.

ووفقًا لما أفادت به مصادر محلية، فقد تمّت ملاحظة المرأة من قبل أحد المواطنين أثناء قيامها بتصرفات مشبوهة في المقبرة خلال ساعات الصباح الباكر. وعند الاقتراب منها، تبين أنها كانت تحمل كيسًا يحتوي على صور لأشخاص مأخوذة من صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى أوراق مكتوبة وأغراض أخرى يُعتقد أنها تُستعمل في أعمال السحر.

على الفور، تم إشعار الجهات الأمنية التي تنقلت إلى المكان وفتحت تحقيقاً في الواقعة لمعرفة تفاصيل ما حدث ودوافع السيدة، التي تم التحفظ عليها لإتمام الأبحاث القانونية اللازمة. وتعمل المصالح الأمنية بالتنسيق مع النيابة العمومية على التثبّت من مصدر الصور والأدلة التي عُثر عليها، في انتظار صدور نتائج التحقيق.

وقد أحدثت هذه الواقعة ضجة كبيرة بين سكان سوسة، الذين عبّروا عن استيائهم الشديد من عودة مظاهر الشعوذة والخرافة، خاصة داخل الأماكن المقدسة مثل المقابر. وأكد عدد من المواطنين أن مثل هذه التصرفات تهدد قيم المجتمع وتزرع الخوف والشك بين الناس، داعين السلطات إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من يستغلّ جهل البعض للقيام بممارسات غير قانونية أو تلاعب بعقول الناس.

من جانب آخر، نبّه خبراء في علم الاجتماع إلى أن انتشار مثل هذه الحوادث يعكس حاجة المجتمع إلى تعزيز الوعي الديني والثقافي، خاصة في ظلّ توسّع تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، حيث بات البعض يستغل الصور والمعلومات الشخصية المنشورة بشكل عشوائي في أغراض غير أخلاقية. وشدد المختصون على ضرورة أن يكون المستخدم أكثر حذرًا في مشاركة محتواه الرقمي، وأن يتجنب نشر صوره الخاصة أو بياناته الحساسة بشكل مفتوح للعامة.

كما أشار عدد من الأئمة والدعاة إلى أن أعمال السحر والشعوذة محرّمة شرعًا، ولا تمتّ بأي صلة للدين أو الإيمان، بل تندرج ضمن الممارسات التي تُلحق الأذى بالآخرين وتُعدّ من الكبائر. ودعوا إلى التمسك بالقيم الروحية الصحيحة واللجوء إلى الدعاء والصلاة لحماية النفس من كل شرّ، بدل الوقوع في فخّ الخرافات التي لا تؤدي إلا إلى الأذى والضياع.

الحادثة وإن كانت فردية، إلا أنها فتحت نقاشًا واسعًا حول ضرورة تشديد الرقابة على المقابر والأماكن العامة، ومنع أي ممارسات غريبة أو غير قانونية فيها. كما دعت منظمات المجتمع المدني إلى تكثيف حملات التوعية حول مخاطر السحر والشعوذة، وحثّ المواطنين على الإبلاغ عن أي تصرف مريب حفاظاً على الأمن الروحي والاجتماعي.

ويبقى هذا الحادث تذكيراً بأهمية الوعي الرقمي والاجتماعي في زمن أصبحت فيه الخصوصية مهددة، والعقل السليم هو الحصن الأول ضد الجهل والخرافة.