اخبار عامة

جريمة مؤلمة تهزّ تونس: خلاف عائلي بسيط ينتهي بمأساة بين شقيقين

شهدت إحدى المناطق التونسية حادثة مأساوية تمثّلت في وفاة شاب على يد شقيقه إثر خلاف عائلي بسيط تطوّر بشكل مأساوي، في واقعة أثارت صدمة واسعة في صفوف المواطنين وأعادت إلى الواجهة التساؤلات حول تصاعد موجات العنف الأسري في البلاد.

ووفق ما أفادت به مصادر أمنية، فإنّ الحادثة وقعت مساء أمس عندما نشب خلاف بين شقيقين حول مبلغ مالي لا يتجاوز 1500 مليم، ليتحوّل الجدل في لحظات إلى مشادة كلامية حادة انتهت باعتداء أحدهما على الآخر بأداة حادة، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة. ورغم تدخل الجيران ونقل المصاب إلى المستشفى، فإن محاولات الإنعاش باءت بالفشل، ليفارق الحياة متأثراً بإصابته.

النيابة العمومية أذنت بفتح تحقيق عاجل في الحادثة، وتم إيقاف الجاني الذي اعترف خلال التحقيقات الأوّلية بأنه لم يكن ينوي التسبب في وفاة شقيقه، وإنما فقد السيطرة على نفسه أثناء الشجار. وقد تم الاحتفاظ به على ذمة البحث في انتظار استكمال التحقيقات وتحديد التكييف القانوني للجريمة.

الجيران الذين عرفوا العائلة أكدوا أن العلاقة بين الشقيقين كانت في الأصل طيبة، وأن الخلاف الذي جدّ بينهما كان لحظة غضب عابرة لم يتوقع أحد أن تتحوّل إلى مأساة بهذه القسوة. وأشار أحد المقربين إلى أن الأوضاع المعيشية الصعبة والضغوط اليومية قد تكون ساهمت في توتير الأجواء داخل العائلة، ما جعل الأمور تنفلت في لحظة انفعال غير محسوبة.

هذه الحادثة المؤلمة أعادت إلى الواجهة النقاش حول ارتفاع معدلات العنف الأسري في تونس، سواء داخل العائلات أو بين الأقارب، حيث تؤكد إحصائيات رسمية صادرة عن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (FTDES) أنّ حوادث العنف الأسري ارتفعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، لأسباب اجتماعية واقتصادية ونفسية متعددة.

ويشير المختصّون في علم الاجتماع إلى أن مثل هذه الجرائم لا تحدث فجأة، بل تكون نتيجة تراكمات من التوترات والضغوط النفسية، إلى جانب ضعف ثقافة الحوار داخل الأسر. ويؤكدون أنّ معالجة الظاهرة تتطلب تعزيز الوعي الاجتماعي بطرق إدارة الخلافات، وتشجيع الناس على طلب المساعدة النفسية عند الشعور بالغضب أو الاكتئاب بدلاً من اللجوء إلى العنف.

كما دعا عدد من المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى إطلاق حملات وطنية للتوعية بخطورة العنف داخل الأسرة، وتكثيف برامج الإرشاد النفسي والاجتماعي، خاصة في المناطق التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، حيث تزداد احتمالات الانفعالات غير المنضبطة التي قد تؤدي إلى كوارث إنسانية.

رحيل أحد الشقيقين واعتقال الآخر مأساة مضاعفة لعائلة واحدة، تُظهر أن لحظة غضب قد تُدمّر حياة أسرة بأكملها. وهي دعوة إلى جميع أفراد المجتمع للعودة إلى قيم التسامح وضبط النفس، وللتأكيد على أنّ أيّ خلاف، مهما كان، لا يبرّر العنف أو المساس بالحياة البشرية.

رحم الله الضحية وأسكنه فسيح جناته، وألهم عائلته الصبر على هذا البلاء، ولتكن هذه الحادثة المؤلمة تذكيراً بضرورة نبذ العنف ونشر ثقافة الحوار والتفاهم بين الناس