اخبار عامة

جريمة مروّعة في قفصة: وفاة شيخ مسنّ بعد تعرّضه لاعتداء وسرقة عنيفة تثير الغضب والمطالبة بالعدالة

خيّم الحزن والأسى على مدينة قفصة بعد الإعلان عن وفاة الشيخ حمودة محمدي، البالغ من العمر 85 عاماً، إثر مضاعفات إصاباته البليغة التي تعرّض لها قبل أكثر من شهر ونصف، بعد اعتداء عنيف تعرّض له أثناء عودته من السوق. الحادثة المؤلمة التي جدّت يوم الأربعاء 27 سبتمبر 2025 أعادت إلى الواجهة النقاش حول تفشّي ظاهرة السرقات بالعنف، وخطورة ما بات يُعرف بجرائم “البركاج” في عدد من المناطق التونسية.

وفق ما أفاد به شهود عيان، كان الفقيد في طريق العودة إلى منزله عندما اعترضه أحد الأشخاص وطلب منه مبلغاً بسيطاً من المال. وبعد أن لاحظ المعتدي ساعة في معصم الشيخ، حاول افتكاكها بالقوّة. وعندما قاومه، انهال عليه المعتدي بالضرب العنيف، ما أدى إلى سقوطه أرضاً وإصابته بجروح وكسور خطيرة في عدة أنحاء من جسده.

تمّ نقل الشيخ على جناح السرعة إلى المستشفى الجهوي بقفصة، حيث خضع للعلاج إثر إصابته بكسور في الأضلاع والنخاع الشوكي، تسببت له في شلل نصفيّ ألزمه الفراش طيلة الأسابيع التي تلت الاعتداء. ورغم المجهودات الطبية المبذولة، فإن حالته الصحية تدهورت تدريجياً إلى أن وافته المنية متأثراً بجراحه.

السلطات الأمنية فتحت تحقيقاً في الحادثة منذ وقوعها، وما تزال الأبحاث متواصلة للكشف عن هوية المعتدي الذي لاذ بالفرار بعد تنفيذ فعلته. وقد عبّر العديد من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من استمرار هذه الجرائم التي تستهدف الأبرياء، مطالبين بتكثيف الدوريات الأمنية وتشديد العقوبات الرادعة ضدّ كل من يعتدي على المسنين أو الضعفاء.

أهالي مدينة قفصة نعت الفقيد بكلمات حزينة، مؤكدين أنه كان معروفاً بكرمه وهدوئه وأخلاقه الرفيعة. كان يعيش حياة بسيطة ويحبّ مساعدة جيرانه، ما جعل خبر وفاته يترك أثراً عميقاً في نفوس الجميع. وأكد أحد جيرانه أن “الحاج حمودة كان رمزاً للطيبة والاحترام، ولم يؤذِ أحداً يوماً، لكنّه رحل ضحية للعنف الذي بات يهدد كل مواطن آمن.”

منظمات المجتمع المدني بدورها أدانت الحادثة، معتبرة أن تفشي هذه الجرائم يعكس حاجة ملحة إلى تعزيز الأمن المجتمعي، وإطلاق حملات توعية موجهة للشباب حول مخاطر العنف والاعتداء، إضافة إلى ضرورة توفير الإضاءة والمراقبة بالكاميرات في المناطق التي تشهد تكرار مثل هذه الحوادث.

كما دعا مختصون في علم الاجتماع إلى معالجة الأسباب العميقة لمثل هذه الظواهر، مشيرين إلى أن الفقر والتهميش الاجتماعي وغياب الوعي الأخلاقي هي عوامل رئيسية تغذّي السلوك الإجرامي، وأن الحلّ لا يكون فقط عبر العقاب، بل أيضاً من خلال الوقاية والتربية ودعم قيم التضامن والاحترام.

رحيل الشيخ حمودة محمدي مأساة إنسانية بكل المقاييس، لكنها أيضاً دعوة صريحة إلى تفعيل مبدأ العدالة وعدم التسامح مع العنف مهما كان مصدر