اخبار عامة

حادث مرور خطير في أكودة: تهور وسرعة مفرطة تتسبب في إصابات خطيرة وخسائر مادية جسيمة

جدّ في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة حادث مرور خطير على مستوى مفترق القلعة الصغيرة بمدينة أكودة، خلّف إصابات بليغة وأضراراً مادية جسيمة، وسط حالة من الذهول والحزن في صفوف الأهالي الذين استيقظوا على وقع الحادث المأساوي.

ووفق المعطيات الأولية، فإنّ الحادث وقع حوالي منتصف الليل وخمس عشرة دقيقة، عندما كان شاب يقود دراجته النارية بسرعة مفرطة على الطريق الرابطة بين أكودة والقلعة الصغيرة، قبل أن يفقد السيطرة عليها في إحدى المنعرجات، ما أدى إلى اصطدامه بعنف بإحدى السيارات المتجهة في الاتجاه المعاكس. قوة الاصطدام كانت كبيرة، مما تسبب في أضرار فادحة بالدراجة والسيارة، فيما أصيب سائق الدراجة بإصابات بالغة استدعت نقله على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي سهلول بسوسة.

مصادر طبية أكدت أن حالة الشاب حرجة، ويخضع حالياً للعناية المركزة تحت إشراف الإطار الطبي، في انتظار تطور حالته خلال الساعات القادمة. وقد تم فتح تحقيق من قبل وحدات الحرس الوطني لتحديد الأسباب الدقيقة للحادث، خصوصاً وأن شهود عيان تحدثوا عن غياب مخففات السرعة في الطريق رغم كونها منطقة سكنية تشهد حركة مرور متواصلة ليلاً ونهاراً.

أهالي المنطقة عبّروا عن استيائهم من تكرار مثل هذه الحوادث في نفس المفترق، معتبرين أن غياب العلامات المرورية ومخفضات السرعة ساهم في ارتفاع عدد الحوادث القاتلة خلال الأشهر الأخيرة. كما دعوا السلطات المحلية إلى التدخل العاجل لتأمين الطريق عبر وضع إشارات تنبيهية ومعدات تخفيف السرعة لحماية مستعملي الطريق، خاصة فئة الشباب الذين يقودون الدراجات النارية.

وفي تعليقات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، دعا ناشطون إلى ضرورة تكثيف حملات التوعية المرورية في صفوف الشباب، خاصة في فترات الليل حيث تنتشر ظاهرة القيادة المتهورة. كما طالبوا بتطبيق القانون بصرامة على كل من يتجاوز حدود السرعة القانونية، مؤكدين أن الحفاظ على الأرواح مسؤولية جماعية تتطلب وعياً وانضباطاً من الجميع.

المرصد الوطني لسلامة المرور كان قد حذر في تقاريره الأخيرة من تزايد الحوادث الناتجة عن السرعة المفرطة وعدم احترام قواعد السير، مؤكداً أن 40% من حوادث الطرقات في تونس سببها التهور وسوء تقدير المسافة أثناء القيادة. وهي أرقام تدق ناقوس الخطر وتدعو إلى مراجعة شاملة لسياسات السلامة المرورية على الطرقات الوطنية والمحلية.

حادثة أكودة المؤلمة ليست الأولى، لكنها تذكير مؤلم بأنّ الطريق قد يكون ساحة للموت إن غاب الوعي والمسؤولية. فالسياقة ليست مغامرة، بل التزام يحفظ حياة السائق والآخرين. وعلى الشباب أن يدركوا أن لحظة تهور قد تغيّر حياتهم إلى الأبد.

وفي انتظار أن تتحرك السلطات لإصلاح النقائص المرورية، يبقى الدعاء موجهاً للشاب المصاب بالشفاء العاجل، مع أمل أن تكون هذه الحادثة درساً يحدّ من نزيف الطرقات ويعيد الهدوء إلى طرقات أكودة والقلعة الصغيرة.