حادث مرور مأساوي في سيدي بوزيد يودي بحياة ثلاثة شبان ويخلّف حزناً عميقاً
شهدت مدينة سيدي بوزيد مساء اليوم حادث مرور أليم راح ضحيته ثلاثة شبّان في مقتبل العمر، كانوا على متن دراجة نارية من نوع “فورزا”، وذلك على مستوى طريق المعاهد بالقرب من الطريق الحزامية. الحادثة التي جدّت منذ قليل خلّفت حالة من الحزن والأسى في صفوف الأهالي، الذين عبّروا عن صدمتهم من رحيل ثلاثة من أبناء الجهة في لحظة واحدة.
ووفق المعطيات الأوّلية، فقد كانت الدراجة تسير بسرعة عندما فقد أحد الشبان السيطرة عليها، مما أدى إلى اصطدامها بسيارة كانت تمرّ في الاتجاه المعاكس. وقد تدخلت وحدات الحماية المدنية بسرعة على عين المكان، حيث تمّ نقل الضحايا إلى المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد، غير أنّهم فارقوا الحياة متأثرين بإصاباتهم البليغة رغم محاولات الإنقاذ.
النيابة العمومية أذنت بفتح بحث تحقيقي لتحديد ملابسات الحادث بدقّة، ومعرفة ما إذا كانت السرعة المفرطة أو الحالة الميكانيكية للمركبات قد ساهمت في وقوعه. كما تمّ حجز الدراجة والسيارة المعنيتين بالحادث لمزيد من التحري الفني من قبل وحدات المرور المختصّة.
هذه الحادثة المؤلمة أعادت إلى الأذهان سلسلة الحوادث المرورية المتكررة التي تشهدها طرقات سيدي بوزيد وعدد من المدن التونسية، والتي غالباً ما يكون ضحاياها من فئة الشباب. فبحسب بيانات المرصد الوطني لسلامة المرور، تُعدّ السرعة المفرطة، عدم احترام إشارات المرور، وسوء حالة الطرقات من أبرز الأسباب وراء ارتفاع عدد الحوادث القاتلة في البلاد خلال السنوات الأخيرة.
أهالي الجهة عبّروا عن حزنهم العميق لهذه الفاجعة، مؤكدين أنّ الشبان الثلاثة كانوا معروفين في المنطقة بحسن سلوكهم وطيبة قلوبهم. وقد تحوّل محيط المستشفى إلى نقطة تجمع لعائلاتهم وأصدقائهم الذين لم يصدقوا خبر رحيلهم المفاجئ، وسط أجواء من الحزن والدموع والدعوات لهم بالرحمة والمغفرة.
من جانب آخر، دعا عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى ضرورة تعزيز المراقبة المرورية في المناطق القريبة من المؤسسات التربوية، وخاصة طريق المعاهد التي تشهد يومياً حركة مرورية كثيفة، لاسيما من قبل الشباب الذين يقودون الدراجات النارية. كما شددوا على أهمية التوعية المرورية في صفوف المراهقين والشبان، لتجنب مثل هذه الحوادث المأساوية التي تحصد الأرواح بلا رحمة.
ويؤكد الخبراء أنّ الحدّ من حوادث الطرقات لا يتحقق فقط بتطبيق القانون، بل أيضاً بتغيير العقليات وترسيخ ثقافة القيادة الآمنة، مشيرين إلى أنّ احترام قواعد السلامة هو مسؤولية فردية وجماعية في آن واحد. كما طالبوا بتحسين البنية التحتية للطرقات، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى الإضاءة أو العلامات المرورية الواضحة.
رحم الله الشبان الثلاثة وأسكنهم فسيح جنانه، وألهم ذويهم جميل الصبر والسلوان. وتبقى هذه الحادثة تذكيراً مؤلماً بضرورة الحذر والوعي أثناء القيادة، فحياة الإنسان أغلى من أيّ لحظة تسرّع أو تهوّر. فالطريق لا يرحم، والسلامة مسؤولية الجميع دون استثناء.