اخبار عامة

أمّ في لحظة انهيار نفسي تهزّ مواقع التواصل وتفتح باب النقاش حول الصحة النفسية للأمهات

اهتزّت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة على وقع حادثة مؤلمة بطلتها أمّ تعاني من ضغوطات نفسية حادّة بعد انفصالها عن زوجها، لتتحول قصتها إلى قضية رأي عام أعادت فتح النقاش حول وضعية الأمهات بعد الطلاق، وضرورة توفير الدعم النفسي والاجتماعي لهنّ في الوقت المناسب.

تفاصيل الواقعة التي تم تداولها عبر شبكات التواصل، أظهرت امرأة في حالة اضطراب شديد أقدمت على تصرف مأساوي تجاه طفليها التوأم قبل أن ترسل مقطعاً مصوراً لزوجها السابق، في مشهد صادم هزّ مشاعر التونسيين والعالم العربي بأسره. ورغم أنّ السلطات سارعت للتدخل وفتح تحقيق في ملابسات ما حدث، فإنّ الأسئلة الكبرى مازالت تُطرح حول الأسباب التي تدفع بعض الأمهات إلى فقدان السيطرة على تصرفاتهن في لحظات الألم واليأس.

يؤكد عدد من الخبراء في علم النفس أنّ الانفصال الزوجي لا يُعتبر مجرّد قرار إداري أو قانوني، بل هو صدمة عاطفية واجتماعية قد تُحدث اضطراباً عميقاً في نفسية الطرفين، خاصة عندما تكون هناك مسؤولية تجاه الأطفال. وفي ظل غياب الدعم الأسري أو الاجتماعي، قد تنزلق بعض الحالات إلى سلوكيات مؤذية دون وعي بخطورتها.

كما يرى مختصّون أنّ الأمهات المطلقات في مجتمعاتنا يواجهن ضغطاً مضاعفاً، بين مسؤولية تربية الأطفال من جهة، ونظرة المجتمع القاسية من جهة أخرى. وهو ما يستوجب من الدولة ومؤسسات المجتمع المدني تكثيف برامج الإرشاد النفسي، وتوفير مراكز متخصصة للدعم النفسي والاجتماعي، لاحتواء الحالات التي تعاني من الانهيار أو الاكتئاب الحاد بعد الانفصال.

من جانب آخر، دعا ناشطون على مواقع التواصل إلى ضرورة التعامل مع مثل هذه القضايا بحذر ومسؤولية، وعدم تداول المقاطع المصورة أو الصور المرتبطة بها احتراماً لخصوصية العائلة وللضحايا. فالمأساة الإنسانية لا يجب أن تتحول إلى وسيلة لجذب التفاعل أو لزيادة المشاهدات.

تُظهر هذه الحادثة المؤسفة مرة أخرى أنّ الصحة النفسية لا تقلّ أهمية عن الصحة الجسدية، وأنّ الاستماع والدعم يمكن أن ينقذا أرواحاً كثيرة. كما تدعو إلى إعادة التفكير في دور المجتمع والأسرة في مساندة الأمهات المطلقات وتوفير بيئة آمنة ومستقرة للأطفال بعيداً عن النزاعات والمشاكل الأسرية.

في الختام، تبقى الرسالة الأهم هي أنّ الألم لا يُواجه بالعزلة، وأنّ طلب المساعدة ليس ضعفاً بل شجاعة. فكل إنسان قد يمرّ بلحظات انهيار، لكن الأمل يبقى الطريق الوحيد للنجاة. علينا جميعاً أن نتعلم كيف نمدّ أيدينا لمن يحتاجون الدعم قبل أن تتحول معاناتهم إلى مأساة لا رجعة فيها.