اخبار المشاهير

حادث مرور مأساوي في السوق الأسبوعية: وفاة طفلة صغيرة دهسها القطار على مستوى السكة الحديدية

شهدت منطقة السوق الأسبوعية صباح اليوم حادثًا مروّعًا تمثّل في دهس قطار لطفلة صغيرة كانت تعبر السكة الحديدية، مما أدى إلى وفاتها على عين المكان في مشهد مؤلم هزّ الأهالي وكل من كان في المكان.
وبحسب شهود عيان، كانت الطفلة، التي لا يتجاوز عمرها عشر سنوات، ترافق والدتها إلى السوق الأسبوعية عندما حاولت عبور السكة الحديدية في لحظة مرور القطار القادم بسرعة من الاتجاه المقابل. ورغم محاولات التنبيه من قبل المارة وصافرات القطار المتكررة، إلا أن الوقت لم يسعفها، ما أدى إلى وقوع الحادث المأساوي.

فور وقوع الحادث، تحوّل أعوان الحماية المدنية ووحدات الحرس الوطني على عين المكان، حيث تمّ تطويق الموقع ومنع اقتراب المواطنين نظرًا لهول المنظر، كما تمّ رفع جثمان الضحية بعد إذن النيابة العمومية ونقله إلى قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجهوي لتحديد أسباب الوفاة بدقة.

وأفادت مصادر أمنية أنّ الأبحاث الأولية تشير إلى أن الحادث ناجم عن غياب الحواجز الوقائية أو الإشارات الضوئية في ذلك الممرّ العشوائي الذي يعبر منه المواطنون بصفة يومية نحو السوق الأسبوعية. وقد عبّر عدد من الأهالي عن استيائهم الشديد من تكرار مثل هذه الحوادث في نفس المنطقة، مطالبين الجهات المعنية، وخاصة الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية، بضرورة تأمين المعابر الخطرة وإقامة حواجز آلية لحماية المارة.

من جهة أخرى، أكد مصدر من الحرس الوطني أن القطار توقف على الفور بعد الحادث، وأن السائق في حالة صدمة نفسية كبيرة، وقد تم الاستماع إليه في إطار الأبحاث الجارية لتحديد ملابسات الحادث ومسؤوليات كل طرف.

هذا الحادث المأساوي يعيد إلى الأذهان عدة وقائع مشابهة شهدتها مناطق مختلفة من البلاد، راح ضحيتها عدد من الأطفال والمسنين نتيجة غياب الوعي بخطورة العبور العشوائي على السكة الحديدية أو انعدام البنية التحتية الوقائية. وتشير إحصائيات المرصد الوطني لسلامة المرور إلى أن حوادث القطارات تمثل نسبة متزايدة من الحوادث القاتلة خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والأسواق الأسبوعية.

وعبّر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن حزنهم العميق وتعاطفهم مع عائلة الطفلة، داعين إلى تحرك عاجل من السلطات لتأمين السكك الحديدية، خصوصًا في النقاط التي تشهد مرورًا كثيفًا للراجلين. كما طالبوا بتكثيف حملات التوعية حول مخاطر الاقتراب من السكة دون حذر، خاصة لدى الأطفال.

رحم الله الطفلة وأسكنها فسيح جناته، ورزق أهلها جميل الصبر والسلوان.
إنها مأساة جديدة تُضاف إلى قائمة طويلة من الأرواح البريئة التي تزهق بسبب الإهمال وسوء البنية التحتية، ما يستدعي تحركًا جديًا من كل الأطراف للحد من هذه الكوارث المتكررة.