حادثة صادمة داخل روضة أطفال: صرخة جديدة ضد الإهمال في مؤسسات الطفولة المبكرة”
كارثة في إحدى رياض الأطفال: حادث مؤلم يكشف الإهمال والخطر الذي يهدد الصغار
في واقعة صادمة هزّت الرأي العام، تمّ تداول مقطع فيديو يظهر فيه مشهد مؤلم داخل إحدى رياض الأطفال، حيث أقدمت فتاة صغيرة على إيذاء رضيع بطريقة مؤسفة داخل المحضنة، ما أثار موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي ودفع السلطات إلى فتح تحقيق فوري في الحادثة.
الواقعة التي وُصفت بأنها “ناقوس خطر” جديد، أعادت إلى الواجهة ملف الرقابة على دور الحضانة ورياض الأطفال، حيث يقضي آلاف الأطفال ساعات طويلة بعيداً عن أعين أوليائهم في بيئة من المفترض أن تكون آمنة وتربوية. إلا أن ما حصل في هذه الحالة كشف عن ثغرات خطيرة في نظام الإشراف والمراقبة داخل بعض المؤسسات الخاصة، التي تغيب فيها الكفاءة والمهنية عن القائمين على رعاية الأطفال.
وبحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية، فإن الحادثة وقعت داخل روضة خاصة في منطقة سكنية، وقد تمّ تسليم مقطع الفيديو إلى الجهات الأمنية التي باشرت التحقيق فوراً لمعرفة ملابسات ما جرى. كما تم استدعاء المشرفة على الروضة وطاقم العمل للاستماع إلى أقوالهم، في انتظار تقرير رسمي يحدد المسؤوليات والإجراءات القانونية اللازمة.
وأثارت الحادثة حالة من الحزن والغضب بين المواطنين، حيث عبّر الكثيرون عن صدمتهم من الطريقة التي تُعامل بها بعض المحاضن الأطفال، مطالبين بتشديد الرقابة وتطبيق قوانين أكثر صرامة على كل مؤسسة تُقصّر في حماية الصغار. كما دعا مختصون في علم النفس والتربية إلى ضرورة إخضاع العاملين في هذا المجال إلى تكوين خاص في التعامل مع الأطفال، وخاصة في الفئات العمرية الحساسة.
من جانبها، شدّدت وزارة المرأة والأسرة والطفولة على أن التحقيق جارٍ وأنها لن تتسامح مع أي مؤسسة يثبت تورّطها في الإهمال أو سوء المعاملة، مؤكدة على ضرورة احترام المعايير التربوية والإنسانية التي تضمن سلامة الأطفال داخل المؤسسات التربوية.
الحادثة، رغم قسوتها، أعادت طرح سؤال جوهري: إلى أي مدى يمكن أن نثق في المؤسسات التي نترك فيها أطفالنا يومياً؟ وهل يكفي وجود ترخيص إداري لضمان سلامة نفسية وجسدية للأطفال؟
لقد آن الأوان لأن تتحول مثل هذه المآسي إلى فرصة لإصلاح حقيقي في قطاع الطفولة المبكرة، وأن تتوحد جهود الدولة والمجتمع المدني لحماية الصغار من كل أشكال الإهمال أو العنف، مهما كان مصدره. فالأطفال ليسوا مجرد أمانة في أعناق ذويهم فحسب، بل في عنق المجتمع بأسره.