حزن في المنزه بعد وفاة الشاب مالك الجويني: المرسى على وقع صدمة جديدة
خيم الحزن والأسى على منطقة المنزه 6 بالعاصمة تونس، بعد إعلان وفاة الشاب مالك الجويني، الذي فارق الحياة متأثراً بإصابة خطيرة تعرّض لها إثر حادث اعتداء وقع في مدينة المرسى.
الخبر أثار حالة من الصدمة بين أفراد عائلته وأصدقائه وكل من عرفه، لما عُرف به الفقيد من طيبة وحسن خلق، ولأن الحادثة جاءت في ظروف مأساوية هزّت الرأي العام.
وفقاً للمعطيات الأولية، فإن مالك الجويني، البالغ من العمر نحو 25 سنة، كان بصدد قضاء بعض الوقت رفقة أصدقائه في منطقة المرسى عندما نشب خلاف مع أحد الشبان، تطور في لحظات قليلة إلى اعتداء جسدي خطير أودى بحياته لاحقاً. وقد تمّ نقله على جناح السرعة إلى أحد المستشفيات بالعاصمة، حيث حاول الطاقم الطبي إنقاذه، إلا أن الإصابة كانت بالغة، ما أدى إلى وفاته رغم المجهودات الكبيرة المبذولة.
من جهتها، تحركت الوحدات الأمنية بسرعة فور إعلامها بالحادث، وفتحت تحقيقاً شاملاً لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الخلاف والظروف التي أدت إلى وقوع الاعتداء، كما باشرت عملية ملاحقة المشتبه به الذي فرّ من مكان الحادث. وأكد مصدر أمني أن كل الجهود متواصلة لتوقيف الجاني وتقديمه للعدالة في أقرب وقت ممكن.
الحادثة أثارت موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر مئات التونسيين عن حزنهم العميق واستيائهم من تفشي العنف في صفوف الشباب. وتداول رواد المنصات صور الفقيد مرفقة بعبارات مؤثرة، مشيدين بأخلاقه وتواضعه ودماثة سلوكه، ومطالبين بضرورة فرض مزيد من الرقابة والصرامة تجاه من يمارسون أعمالاً خطيرة تهدد سلامة المواطنين.
كما وجّه عدد من النشطاء دعوات إلى تكثيف الحملات التوعوية حول مخاطر العنف والانزلاق السلوكي، مؤكدين أنّ الخلافات مهما كانت لا يمكن أن تُحلّ بالعنف، بل بالحوار والاحترام المتبادل. وشددوا على أنّ غياب الوعي بخطورة مثل هذه التصرفات يؤدي إلى خسائر بشرية فادحة، ويدمر مستقبل عائلات بأكملها.
من جانبها، عبّرت عائلة الفقيد عن ألمها الكبير لفقدان ابنها، ووصفت ما حدث بأنه مأساة لا يمكن تقبّلها، داعية السلطات إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان العدالة. وأكد أحد أقارب مالك في تصريح إعلامي أن الفقيد كان شاباً خلوقاً وهادئاً، لا يحب المشاكل، وكان يستعد لبدء مرحلة جديدة في حياته المهنية قبل أن يرحل بهذه الطريقة المروعة.
المرسى والمنزه، مدينتان نابضتان بالحياة، تعيشان اليوم على وقع حزن عميق جراء هذه الحادثة التي تطرح مجدداً أسئلة كثيرة حول مظاهر العنف الحضري وتداعياته الاجتماعية والنفسية.
رحم الله الشاب مالك الجويني وأسكنه فسيح جناته، وألهم عائلته وذويه جميل الصبر والسلوان. وتبقى هذه الحادثة المؤلمة دعوة مفتوحة لكل فئات المجتمع إلى نبذ العنف، وإعادة الاعتبار إلى قيم التعايش والاحترام التي لطالما ميّزت الشعب التونسي.