رحيل الطالبة عبير السعيدي إثر أزمة قلبية مفاجئة يهز الوسط الجامعي في تونس
وفاة الطالبة عبير السعيدي إثر أزمة قلبية مفاجئة تهز الوسط الجامعي
خيم الحزن على الأوساط الطلابية والطبية في تونس بعد وفاة الطالبة عبير السعيدي، التي كانت تدرس علوم التمريض بالجامعة الخاصة لعلوم الصحة بتونس (UPSAT Tunis)، إثر أزمة قلبية مفاجئة داخل مستشفى الرابطة بالعاصمة.
الخبر الأليم انتشر بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من زملائها وأساتذتها عن صدمتهم العميقة وأسفهم لفقدان طالبة عُرفت بالتفوق والالتزام وحبها للمهنة الإنسانية التي اختارتها.
وفق المعطيات الأولية، تعرضت عبير لوعكة صحية مفاجئة أثناء تواجدها بالمستشفى، مما استدعى تدخلاً طبياً عاجلاً، إلا أن محاولات إنقاذها لم تكلل بالنجاح. وقد تأكدت وفاتها لاحقًا بأزمة قلبية حادة، رغم الجهود الكبيرة التي بذلها الفريق الطبي الحاضر.
تعد عبير السعيدي من الطالبات المجتهدات في مجال العلوم الصحية، وكانت على أبواب التخرج ضمن دفعة من الممرضين والممرضات الذين كان من المنتظر أن يساهموا في تعزيز القطاع الصحي في تونس. وقد رثاها زملاؤها بكلمات مؤثرة، واعتبروا رحيلها خسارة مؤلمة للمؤسسة الجامعية ولعائلتها ولكل من عرفها.
في جو مهيب يسوده الحزن والأسى، شيّعت جنازة الفقيدة اليوم في مسقط رأسها بمدينة حزوة من ولاية توزر، بحضور عدد كبير من الأهل والأصدقاء والزملاء الذين قدموا لتوديعها إلى مثواها الأخير. كما امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات المواساة والدعاء، حيث عبّر الكثيرون عن تضامنهم مع عائلتها ودعوا لها بالرحمة والمغفرة.
أثارت وفاة عبير تساؤلات كثيرة حول تزايد الحالات الصحية المفاجئة في صفوف الشباب، خاصة تلك المرتبطة بأمراض القلب، التي لم تعد تقتصر على الفئات العمرية المتقدمة. الأطباء والخبراء يؤكدون أن الضغوط النفسية والإرهاق المفرط قد يكونان من العوامل المساهمة في مثل هذه الحالات، مشددين على أهمية الوعي الصحي والمتابعة الطبية المنتظمة، خصوصاً لدى الطلبة الذين يعيشون فترات ضغط دراسي كبير.
من جانب آخر، نعت إدارة الجامعة الخاصة لعلوم الصحة الطالبة الفقيدة بكلمات مؤثرة، معبّرة عن عميق حزنها وأسفها لهذا المصاب الجلل، ومؤكدة أنها كانت مثالاً في الجد والاجتهاد وحسن الخلق. كما وجهت الجامعة تعازيها الحارة إلى عائلة الفقيدة، راجية من الله أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يلهم ذويها جميل الصبر والسلوان.
تبقى قصة عبير السعيدي تذكيراً مؤلماً بقصر الحياة، ورسالة قوية للشباب حول أهمية العناية بالصحة ومراجعة الأطباء عند الشعور بأي اضطراب أو تعب غير معتاد. وبرحيلها، فقدت الجامعة واحدة من الطالبات المتميزات، فيما تركت وراءها أثراً طيباً وذكريات جميلة في قلوب من عرفوها.
رحم الله الطالبة عبير السعيدي، وأسكنها فسيح جناته، وألهم أهلها وأصدقاءها الصبر على هذا الفقد الأليم.