اخبار عامة

الشابة تستفيق على فاجعة: وفاة شابين في حادث مأساوي تهزّ القلوب

الشابة تغرق في الحزن بعد وفاة شابين في حادث مأساوي

عمّ الحزن والأسى مدينة الشابة ليلة البارحة، بعد أن استيقظ الأهالي على فاجعة مؤلمة تمثّلت في وفاة شابين في ريعان العمر، هما غسان عاشورومحمد إبراهيم، إثر حادث مرور أليم هزّ القلوب وترك جرحًا عميقًا في نفوس العائلة والأصدقاء وكل من عرفهما.

وفق المعطيات الأولية، جدّ الحادث في ساعة متأخرة من الليل عندما كان الشابان على متن دراجة نارية يسيران في أحد شوارع المدينة. لأسباب ما تزال قيد التحقيق، فقد السائق السيطرة على الدراجة، لتصطدم بشاحنة كانت تسير في الاتجاه المعاكس، ما أدى إلى إصابتهما بجروح بليغة. ورغم سرعة تدخل وحدات الحماية المدنية ونقلهما على جناح السرعة إلى المستشفى المحلي، إلا أن القدر لم يمهلهما طويلًا، حيث فارقا الحياة متأثرين بإصاباتهما الخطيرة.

مشهد الحادث كان صادمًا لكل من حضر. شهود عيان تحدثوا عن لحظات من الفوضى والهلع، حيث تجمّع الأهالي في المكان وسط صرخات الألم والحزن. أحد الشهود قال: “ما صدقناش إلي هما غسان ومحمد… كانوا ديما مع بعض، ضحكتهم معروفة في الحومة، والبارح راحوا مع بعض.” كلمات تختصر مرارة الفقد، وتعبّر عن مدى الصدمة التي عاشها كل من عرفهما.

في المقابل، عمّت أجواء الحزن منزلَي الضحيتين منذ الساعات الأولى للفجر. الجيران والأصدقاء توافدوا لتقديم التعازي، في مشهد مؤثر يغلب عليه الصمت والدموع. والدة أحد الضحايا بدت مدمّرة وهي تردد كلمات مؤلمة: “خرج ضاحك، ما رجعش… يا ربي صبّرني.” كلماتها اختزلت حجم الوجع الذي يعيشه كل أب وأم فقدا فلذة كبدهما في لحظة مأساوية.

السلطات المحلية من جهتها فتحت تحقيقًا لتحديد أسباب الحادث بدقة، في حين أكدت مصادر أمنية أن السرعة المفرطة كانت على الأرجح من الأسباب الرئيسية وراء الحادث المميت. وتمت دعوة مستعملي الطريق إلى توخي الحذر والالتزام بقواعد السلامة المرورية لتجنب تكرار مثل هذه المآسي.

من ناحيتهم، عبّر عدد من نشطاء المجتمع المدني بالشابة عن استيائهم من تكرار حوادث الطرقات في الجهة، معتبرين أن البنية التحتية الضعيفة ونقص الإنارة في بعض الشوارع عوامل تساهم في ارتفاع معدلات الحوادث. وطالبوا السلطات بتحسين ظروف السلامة المرورية، خاصة في المناطق التي تشهد حركة مرورية نشطة خلال الليل.

أما في وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تحوّلت صفحات أبناء الشابة إلى ساحة عزاء مفتوحة، حيث تناقل الأصدقاء صور الشابين وعبارات الوداع، وسط تعليقات مؤثرة تفيض حزناً وصدمة. كتب أحد أصدقائهما: “رحلتوا بكري برشة… الدنيا خسرت ابتسامتين ما يتعوضوش.”

رحيل غسان عاشور ومحمد إبراهيم ترك فراغًا كبيرًا في قلوب كل من عرفهما، فهما لم يكونا مجرد شابين من أبناء الجهة، بل رمزًا للبهجة والشباب والطموح. واليوم، تبكي الشابة أبناءها وتودّعهما بالدعاء والدموع، راجية من الله أن يتغمّدهما برحمته الواسعة وأن يمنّ بالصبر والسلوان على عائلتيهما.

إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحم الله الفقيدين وأسكنهما فسيح جناته.