اخبار المشاهيراخبار عامة

وداعًا مريم صفاقس تبكي تلميذتها التي رحلت بعد شهر من الألم إثر انفجار قارورة غاز

صفاقس: وفاة التلميذة مريم إثر إصابتها بحروق في انفجار قارورة غاز بمقهى

خيم الحزن والأسى على مدينة صفاقس صباح اليوم بعد الإعلان عن وفاة التلميذة مريم، البالغة من العمر 16 سنة، والتي كانت قد أصيبت بحروق خطيرة منذ نحو شهر إثر انفجار قارورة غاز داخل أحد المقاهي بمنطقة ساقية الزيت.

الفقيدة، وهي تلميذة بالمعهد الثانوي في الجهة، كانت من بين المصابين في الحادث الذي هزّ المنطقة حينها، حيث كانت رفقة مجموعة من أصدقائها بالمكان لحظة الانفجار. ومنذ ذلك اليوم، ظلت تخضع للعلاج المكثف في أحد المستشفيات، إلى أن أعلن الأطباء صباح اليوم عن وفاتها متأثرة بمضاعفات إصابتها.

الخبر نزل كالصاعقة على عائلتها وزملائها ومعلميها، الذين عبّروا عن حزنهم العميق لفقدان فتاة عُرفت بابتسامتها وطيبتها واجتهادها الدراسي. وقال أحد زملائها في تصريح صحفي: “مريم كانت من أنشط التلميذات، كانت تحلم تكبر وتخدم باش تعاون والديها… الله يرحمها.”

وقد عبّر الإطار التربوي في معهدها عن تضامنه الكبير مع العائلة، فيما شهدت صفحات التواصل الاجتماعي في صفاقس موجة من التعاطفوالدعوات بالرحمة للفقيدة، وسط دعوات لمراجعة شروط السلامة في المقاهي والأماكن العمومية لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة.

من جهتها، أوضحت مصادر من الحماية المدنية أن الحادث الأصلي الذي وقع منذ أسابيع كان نتيجة تسرب غازي مفاجئ من إحدى القوارير المستعملة داخل المقهى، ما أدى إلى انفجار محدود تسبب في إصابة عدد من الأشخاص بدرجات متفاوتة من الحروق. وتم حينها نقل المصابين على وجه السرعة إلى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة لتلقي الإسعافات اللازمة.

وأكدت مصادر طبية أن الفقيدة خضعت لعدة عمليات جراحية دقيقة خلال فترة علاجها، غير أن وضعها الصحي بقي حرجًا بسبب شدة الحروق التي طالت أجزاءً من جسدها. ورغم المجهودات الكبيرة التي بذلها الفريق الطبي، إلا أنها فارقت الحياة صباح اليوم، لتغادر الدنيا تاركة وراءها حزنًا عميقًا في قلوب كل من عرفها.

وقد أعلنت السلطات المحلية في ساقية الزيت أن النيابة العمومية أذنت بفتح تحقيق في الحادث لتحديد المسؤوليات، والتثبت من مدى احترام المقهى المعني لإجراءات السلامة المعمول بها. كما جددت دعواتها لأصحاب المقاهي والمطاعم بضرورة إجراء فحوصات دورية لمعدات الغاز والتجهيزات، حرصًا على سلامة العاملين والحرفاء.

في المقابل، دعا عدد من النشطاء في المجتمع المدني إلى تعزيز ثقافة السلامة العامة في الفضاءات المغلقة، مؤكدين أن الوقاية والتكوين في هذا المجال يمكن أن ينقذا أرواحًا كثيرة، خاصة مع تزايد استعمال التجهيزات الغازية في المقاهي والمنازل.

رحم الله الفقيدة مريم وأسكنها فسيح جناته، ورزق أهلها وذويها جميل الصبر والسلوان. فقدانها لم يكن مجرد خبر محزن، بل صرخة جديدة تدعو الجميع إلى تحمل المسؤولية في حماية الأرواح من الأخطاء والإهمال، وجعل السلامة أولوية قبل كل شيء.