اخبار المشاهير

سوسة: خلاف عائلي حول قضية نفقة يتحول إلى مأساة مؤلمة تهزّ الجهة

سوسة: مأساة إنسانية تهز المدينة بعد خلاف عائلي حول قضية نفقة

شهدت مدينة سوسة خلال الساعات الماضية حادثة مؤلمة أثارت الكثير من الحزن والتساؤلات، بعد وفاة رجل أربعيني في ظروف مأساوية، وذلك عقب أزمة عائلية حادة بسبب خلافات مالية متعلقة بقضية نفقة رفعتها ضده زوجته السابقة، بلغت قيمتها حوالي 14 ألف دينار.

ووفق المعطيات الأولية التي تم تداولها من مصادر مقربة، فإن المتوفي كان يعيش منذ فترة وضعًا نفسيًا صعبًا نتيجة تراكم الديون وضغوط الحياة، إلى جانب النزاع القضائي القائم بينه وبين طليقته حول النفقة. وقد خلفت الحادثة صدمة كبيرة لدى الجيران وأفراد العائلة الذين عبّروا عن أسفهم العميق لما حدث، مؤكدين أن الفقيد كان معروفًا بهدوئه وحسن سلوكه.

وأشار أحد أقاربه في تصريح صحفي إلى أن الضغوط الاجتماعية والاقتصادية لعبت دورًا أساسيًا في تدهور حالته النفسية خلال الفترة الأخيرة، قائلاً:
“كان إنسان طيب، يخدم ليل ونهار باش يوفّر كل شيء لصغاره، لكن ظروف الحياة كانت أقوى منه.”

وبحسب مصادر أمنية، تم فتح تحقيق بإذن من النيابة العمومية بسوسة للكشف عن ملابسات الوفاة وتحديد جميع الظروف المحيطة بها، في انتظار نتائج الأبحاث الطبية والقضائية. كما أكد المصدر ذاته أن الأجهزة المختصة تتعامل مع الملف بكل دقة واحترام للمعايير القانونية والإنسانية.

الخبر أثار جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد من المواطنين عن تضامنهم مع العائلة، مطالبين بضرورة مراجعة آليات التعاطي مع قضايا النفقة بطريقة توازن بين حقوق الأطفال والجانب الإنساني للآباء. وقال أحد المعلقين:
“القانون لازم يراعي الواقع المعيشي، مش كل الآباء قادرين يدفعوا مبالغ كبيرة، خاصة مع الظروف الاقتصادية الصعبة.”

من جهتها، أكدت مصادر قانونية أن قضية النفقة تخضع لتقديرات قضائية حسب الدخل الشهري والوضع العائلي للطرفين، مشيرة إلى أن المحكمة تراعي مصلحة الأبناء بالأساس. لكنها شددت أيضًا على أهمية توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأسر في حالات النزاعات الطويلة، لتفادي مثل هذه النهايات المؤلمة.

وفي هذا السياق، دعا عدد من الاختصاصيين في علم الاجتماع إلى ضرورة إطلاق حملات توعية وطنية حول التوازن الأسري بعد الطلاق، معتبرين أن غياب التواصل بين الأزواج السابقين، والضغوط الاقتصادية المتزايدة، تمثل عوامل خطيرة تؤثر على الصحة النفسية للأفراد.

كما أشار بعض المربين والناشطين المدنيين إلى أهمية إدماج التربية النفسية والعائلية في البرامج المدرسية، حتى يتعلم الجيل الجديد كيفية إدارة الخلافات بطرق حضارية وسلمية، بعيدًا عن العنف أو اليأس.

الحادثة المؤلمة في سوسة أعادت إلى الأذهان واقع العديد من العائلات التونسية التي تواجه صعوبات اقتصادية واجتماعية متراكمة، مما يجعل الحاجة إلى برامج دعم ومرافقة اجتماعية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم عائلته الصبر والسلوان، وجعل هذه الحادثة المؤلمة دعوة لمراجعة الذات وبناء مجتمع أكثر إنصافًا وتوازنًا بين الحقوق والواجبات.