اخبار عامة

تلاميذ معهد ابن رشيق ببئر المشارقة يكرمون مديرهم بعد الجدل: “أنت قدوتنا يا سي المدير”

شهد معهد ابن رشيق ببئر المشارقة اليوم حدثًا مؤثرًا لفت الأنظار وأعاد الأمل في العلاقة الإيجابية بين التلميذ والمربي، حيث قام عدد من التلاميذ بتكريم مديرهم في لفتة إنسانية مؤثرة بعد موجة الجدل التي رافقت انتشار مقطع فيديو اتُّهم فيه المدير بممارسة العنف ضد إحدى التلميذات.
هذا التكريم جاء ليؤكد أن ما حدث لم يكن سوى سوء فهمٍ تم تضخيمه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأن الحقيقة أكثر عمقًا من مجرد مشهد عابر على الإنترنت.

أجواء من الاحترام والتقدير
في ساحة المعهد، اجتمع التلاميذ والأساتذة لتكريم مديرهم الذي كان visibly متأثرًا بالمبادرة. التلاميذ حملوا لافتات كتبوا عليها عبارات مثل نحبّوك يا سي المدير و المربي القدوة. وقدّموا له شهادة شكر رمزية عربون تقدير لما وصفوه بـ”جهوده الكبيرة في حماية صورة المعهد والحفاظ على الانضباط”.

وخلال كلمته، عبّر المدير عن امتنانه العميق لتلاميذه قائلاً:

“المعهد هذا بيتنا جميعًا، وأنا فخور بكم لأنكم أثبتم أنكم تعرفون معنى الاحترام والمسؤولية. علاقتي بكم أكبر من حادثة أو سوء فهم.”

كلماته الصادقة لاقت تصفيقًا حارًا من التلاميذ الذين تفاعلوا بعفوية، مما أضفى على المكان طابعًا إنسانيًا عميقًا يعكس روح المدرسة الحقيقية القائمة على التفاهم والاحترام المتبادل.

ردّ رسمي من المعهد
من جهته، أصدر المعهد بيانًا رسميًا أكّد فيه أن الحادثة التي تم تداولها لا تعبّر عن طبيعة العلاقة بين الإدارة والتلاميذ، مشيرًا إلى أن الفيديو تم تداوله خارج سياقه وأن المدير كان بصدد التدخل لفضّ إشكال بسيط داخل القسم. كما شدّد البيان على أن المعهد سيواصل العمل على ترسيخ قيم الاحترام والتربية داخل الوسط المدرسي.

دور وسائل التواصل الاجتماعي
قامت صفحة ليسينا، التي كانت السباقة في نشر الفيديو، بنشر الردّ الرسمي للمعهد لاحقًا لتوضيح الحقيقة للرأي العام، مؤكدة أن التسرّع في الحكم على الأشخاص دون التحقق من المعطيات قد يؤدي إلى ظلم كبير وتشويه لسمعة العاملين في المجال التربوي.

رسالة أمل من التلاميذ
هذا التكريم لم يكن مجرّد مبادرة رمزية، بل كان رسالة واضحة مفادها أن المدرسة ما زالت فضاءً للثقة والتربية قبل أن تكون مكانًا للتدريس. وقد اعتبر عدد من الأولياء أن هذه الخطوة تعبّر عن نضجٍ ووعيٍ كبير من التلاميذ، داعين إلى ضرورة تهدئة النفوس والابتعاد عن التحريض الإلكتروني الذي قد يمسّ بصورة المربين والمؤسسات التعليمية.

ختامًا، أثبتت هذه الواقعة أن الحوار والتقدير المتبادل هما السبيل الوحيد لتجاوز الأزمات داخل الوسط التربوي، وأن احترام المعلم لا يزال قيمة راسخة في المجتمع التونسي رغم كل الجدل.
إنها رسالة أمل تُذكّر الجميع بأن التعليم ليس فقط كتبًا ودروسًا، بل هو قبل كل شيء علاقة إنسانية نبيلة تستحق الدعم والتقدير.