اخبار عامة

إعدادية شط السلام: حادثة اختناق جديدة تثير مخاوف الأولياء والتلاميذ

شهدت صباح اليوم المدرسة الإعدادية شط السلام حالة من الاضطراب والهلع، بعد تسجيل عدة حالات اختناق في صفوف التلاميذ أثناء فترة الدروس، مما استدعى التدخل السريع للإطار الإداري والفرق الصحية لنقل المصابين إلى المستشفى المحلي لتلقي الإسعافات اللازمة.
وحسب المعلومات الأولية، فقد شعر عدد من التلاميذ فجأة بدوار وصعوبة في التنفس داخل إحدى القاعات الدراسية، قبل أن تتوسع الحالات لتشمل أقسامًا أخرى. وتم إخلاء القاعات بسرعة وإخطار الحماية المدنية التي وصلت إلى المكان في وقت وجيز، حيث جرى إسعاف التلاميذ ميدانيًا ثم نقل عدد منهم إلى المستشفى كإجراء احترازي.
وأكد مصدر طبي أن الحالات مستقرة، ولا وجود لأي خطر على حياة التلاميذ، موضحًا أن أغلبهم يعانون من أعراض بسيطة ناتجة عن استنشاق روائح أو غازات يُرجّح أنها ناجمة عن تهوية غير كافية أو تسرب مواد تنظيف قوية استُعملت في المرافق.
من جهتهم، عبّر عدد من الأولياء عن غضبهم واستيائهم من تكرار مثل هذه الحوادث في المؤسسات التربوية، معتبرين أن ما حدث اليوم يعكس تقصيرًا في إجراءات السلامة داخل المدارس. وقال أحدهم: “موش أول مرة تصير، أولادنا يروحوا مرعوبين، نحب نعرف شنوّة السبب الحقيقي، وشنوّة الإجراءات اللي باش تتخذها الإدارة.”
وفي تصريح لممثل عن وزارة التربية، تم التأكيد على أن لجنة فنية تم توجيهها إلى المدرسة للتحقيق في أسباب الاختناق، سواء كانت بيئية أو صحية، وأن الوزارة لن تتسامح مع أي إهمال محتمل يمسّ بسلامة التلاميذ أو الإطار التربوي. كما تم التنسيق مع المصالح الجهوية لوزارة الصحة لأخذ عينات هواء من القاعات وتحديد مصدر المشكلة بدقة.
الحادثة أثارت أيضًا جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول رواد المنصات صورًا ومقاطع قصيرة من أمام المدرسة، مرفقة بتعليقات تطالب بـ”تحسين ظروف الدراسة وصيانة القاعات والمرافق الصحية”. ودعا ناشطون إلى اعتماد خطط وقائية دائمة تشمل التهوية الدورية وتنظيف القاعات بمواد غير مضرة، إلى جانب مراقبة جودة المياه والهواء داخل المؤسسات التعليمية.
وفي السياق ذاته، اعتبر عدد من الأساتذة أن ما حدث يجب أن يكون جرس إنذار للسلطات التربوية لمراجعة تجهيزات المدارس وخاصة في المناطق التي تعاني من ضعف البنية التحتية. وأشار أحد المربين إلى أن “المدرسة أصبحت اليوم بيئة غير آمنة للتلاميذ في بعض الأحيان، وهذا ينعكس سلبًا على مردودهم الدراسي.”
من جانب آخر، أوضح مصدر أمني أن الحادثة لا تحمل خلفيات إجرامية، وأنه تم فتح محضر بحث إداري بالتنسيق مع السلطات الصحية لتحديد المسؤوليات وتفادي تكرار مثل هذه الوقائع في المستقبل.
ويبقى الأمل الأكبر لدى الأولياء والتلاميذ أن تكون هذه الحادثة الأخيرة، وأن تتخذ الجهات المعنية كل الإجراءات اللازمة لضمان بيئة مدرسية سليمة وآمنة تحترم حق التلميذ في التعلم في ظروف صحية وإنسانية ملائمة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *